المدونات والبودكاست

pattern@2x

خمس تحديات رئيسية في التعلم عن بعد


أدى الوضع الحالي في التباعد الاجتماعي إلى ظهور مجموعة متنوعة من التحديات والصعوبات الغير متوقعة، والتي أثرّت بدورها على الطلبة، والمعلمين، وأساتذة الجامعات، والإداريين وأولياء الأمو، حيث تحوّل نظام التعليم في المدارس في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة فجأة من الفصول الدراسية الفعلية إلى التعلم عن بعد. في ضوء نقاش هذه الأزمة، تستكشف هذه المدونة 5 تحديات رئيسية للتعلم عن بعد وبعض الأساليب الممكنة لمعالجتها والتغلب عليها:

1. قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشة واكتساب عادات جديدة في الدراسة: تظهر الدراسات البحثية أن الدماغ البشري يتفاعل مع الشاشات بشكل مختلف عن تفاعله مع القلم والورق. أظهرت دراسة أجراها ستوب وآخرون (2013)، أن المواد الورقية المطبوعة لها نسبة تأثيرعالية تفوق الشاشات، في استيعاب المعلومات المعقدة. وأظهرت دراسة أخرى قدرًا أكبر من الثقة بالنفس واستكمال المهام بشكل أسرع ودقة أعلى باستخدام بيئات التعلم المادية بدلاً من بيئات التعلم الرقمية (ألفريد وآخرون ، 2018).

يعد تعزيز عادات التعلم الجديدة التي تعتبر حساسة بعض الشئ على صعيد التعلم عن بعد، وفي نفس الوقت أمرًا ضروريًا. يمكن أن يشمل ذلك جدولة الساعات المخصصة للدراسة بزيادات مدتها 25 دقيقة من الدراسة المركزّة مع فترات راحة تقنية مدتها 5 دقائق، وتخصيص مساحة دراسية محفزّة ومنظّمة، وطباعة المواد والمشاركة في أنشطة غير رقمية أو إلكترونية بقدر المستطاع. يجب استكمال ذلك بفواصل بصرية قصيرة ومكررّة من حين لآخر من الشاشات، وذلك لتقليل إجهاد العين. توفر النماذج المعتمدة للتعليم عن بعد رؤية فريدة حول المشاركة دون الاتصال الإلكتروني، بما في ذلك مدرسة أليس سبرينجز الجوية في أستراليا ، ومدرسة سايبر في جنوب إفريقيا، ومدارس K12 العامة والخاصة الإلكترونية الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية.

2. فقدان مصادر التعلم: افتقاد الطلبة الوصول إلى بعض المصادر مثل المكتبات والأرشيفات والمواد المرجعية الموجودة في مدارسهم، بالإضافة إلى المواد الفنية، ومعدات الرياضة، والأدوات الموسيقية، والبرامج المتخصصة. في ضوء إغلاق الحرم الجامعي، يتأثر الطلبة بشكل خاص حيث يتم إخراجهم من هياكل الدعم الخاصة بهم، ويقتصر تواجدهم في منازلهم فقط دون الحصول على مساعدة تدريبية من المعلم.

يمكن الوصول الرقمي المجاني إلى المصادر التعليمية من خلال عدد من المؤسسات الإلكترونية، بما في ذلك مكتبة الكتب الإلكترونية في جامعة أوكسفورد ومكتبة نيويورك العامة. تقدم هذه المؤسسات التعليمية دروسًا مميزة ومجانية، بالإضافة إلى وسائل تعليمية، ومصادر للمعلمين، ووقت لقراءة القصص عبر الإنترنت. ويمكن أيضاً العثور على قائمة بالمواقع بما في ذلك الناشرين الأكاديميين الذين يقدمون وصولًا مجانيًا خلال أزمة كوفيد-19 من خلال جامعة كامبريدج وجامعة ويسكونسين. تتضمن الموارد الخاصة بالتمارين الصديقة للأطفال ألعاب GoNoodle ، ومستخدمي قناة YouTube بما في ذلك P.E. مع جو، أو لديك حفلة رقص عائلية مرحة!

3. توفير مساحة للتعلم: في التعلم عن بُعد، يصبح منزل كل طالب هو الفصل الدراسي. نظرًا لأن أولياء الأمور ينتقلون أيضًا إلى العمل عن بُعد، يجب على كل طالب وعضو موظف أو يعمل أن يجدوا طريقة لمشاركة مساحات المعيشة والعمل. تم تصميم البيئة المدرسية لخلق سياق أكاديمي آمن ومنظم ومميز للتعلم، وخلق ارتباطات إيجابية مع الروتين الذي يأتي من الذهاب إلى المدرسة، مثل ارتداء الزي الرسمي (ديغول ووانغ، 2016).

يحتاج أولياء الأمور والطلبة إلى محاولة خلق بيئة تعليمية في المنزل بترتيب وروابط مماثلة للمدرسة. بالنسبة للعائلات التي تعيش في بيوت صغيرة، قد يتطلب تحديد أولويات منطقية للأنشطة المتعلقة بالمدرسة وتنظيم مساحة مكتبية للعمل المدرسي الذي يضفي إبداعًا على الدراسة. ومع ذلك، حتى إذا كان الطفل يشارك غرفة نوم مع أحد من أفراد عائلته، فلا تزال هناك بعض الأساليب الإبداعية لتنظيم الغرفة وتخصيص مساحة منظمة وتحديد الأولويات بين العمل واللعب. يمكن أن يؤثر ذلك في إعادة الترتيب الروتين وقواعد الملبس دورًا مهمًا في مساعدة الأطفال على التعامل مع وقت المدرسة بشكل مختلف عن وقت اللعب (بودين 2003).

4. التدخل الرقمي في ديناميكيات الفصول الدراسية: يمكن أن يؤدي تغيير الفصول الدراسية عن بعد إلى الحد من تطوير المهارات الاجتماعية الأساسية ويشكل أيضاً تحديات أمام مشاركة الطلبة. إن الطلبة الذين يواجهون صعوبات في الدراسة سيتأثرون وذلك بقضاء القليل من الوقت الفردي مع معلميهم. ونتيجة لذلك، قد يواجه بعض الطلبة صعوبة في المواكبة الأكاديمية ولديهم فرص محدودة للحصول على الدعم أثناء عملهم، بينما قد يجد الطلبة الأكثر هدوءًا صعوبة في الانضمام إلى المحادثات الجماعية.

لتعزيز هذه الديناميكيات الاجتماعية، يمكن للمعلمين تطوير خطط دراسية وإشراك أنواع مختلفة من المتعلمين بشكل إبداعي من خلال دمج منصات رقمية جديدة مثل Padlet و Nearpod للتدخل في الديناميكيات الشخصية وتشجيع الطلبة الأقل حديثاً على المشاركة في المحادثات الجماعية. يمكن للأنشطة الجماعية التي تتم عن طريق الوساطة الرقمية مثل جلسات الاجتماع المجدولة ومجموعات التركيز التي يقودها المعلم ومجموعات الدراسة أيضًا زيادة المشاركة وتشجيع التعاون. إن هذه الإعدادات الجماعية مهمة أيضًا للحفاظ على الصحة العقلية للأطفال ومحاربة مشاعر الوحدة، حيث أبرزت ظاهرة التباعد الاجتماعي مدى أهمية العلاقات الشخصية وصحة أفراد المجتمع. تتوفر موارد الأبوة والأمومة المتعلقة بالتوحد والصحة العقلية والتعامل مع حالات الحزن / الصدمة خلال كوفيد-19 من التحالف الوطني للأمراض العقلية ومعهد عقل الطفل.

5. الحاجة إلى المزيد من مشاركة الوالدين: تمثل مشاركة أولياء الأمور دوراً حاسماً في الاستجابة لتحديات التعلم عن بعد. إن أحد العوامل التي تحد من المشاركة هو أن أولياء الأمور قد لا يشعرون بالثقة في قدراتهم على دعم أطفالهم، خاصة إذا كانت المدرسة صعبة عليهم. علاوة على ذلك، يتعامل العديد من أولياء الأمور العاملين أيضًا مع ضغوطات التكيف مع العمل عن بُعد.

يمكن تعزيز مشاركة أولياء الأمور من خلال التعاون مع المعلمين لوضع جدول زمني يستوعب الآباء العاملين ويعزز آلية التعلم المستقل. على سبيل المثال، يمكن للآباء طباعة نسخ من كل جدول ومنهج دراسي لتشجيع تحفيز الطلبة والتركيز على مساعدتهم في التخطيط لأيام الدراسة والحفاظ على الروتين اليومي. يمكن لأصحاب العمل دعم مشاركة أولياء الأمور من خلال تقديم جداول زمنية مرنة حتى يتمكن الآباء من تخصيص جزء من يوم عملهم في دعم تعليم أطفالهم. أصدرت منظمة اليونيسف ومعهدتشارترد للأفراد والتنمية منشورات عن المبادئ التوجيهية لأصحاب العمل والممارسات الجيدة في مكان العمل خلال أزمة كوفيد-19.

في سلسلة مدونات التعليم في أوقات مضطربة، تستكشف مؤسسة القاسمي كيفية تأثير COVID-19 على الطلبة والمعلمين والإداريين والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث تقدم أفكار ورؤى عن الوضع الحالي للتعليم، وأيضًا في السياسة والتمويل. تقدم هذه السلسلة أيضاً اقتراحات لصانعي القرار وعامة الناس حول كيفية الحفاظ على جودة التعليم لجميع الطلبة في هذه الأوقات المضطربة. إذا استفدت من هذه المدونة، فإننا نشجعك على قراءة المدونات الأخرى في سلسلة التعليم في أوقات مضطربة.



محتوى ذو صلة