حرصت مؤسسة القاسمي طوال عام 2018 على مواصلة الحوار البنّاء مع أصحاب المصلحة والتركيز على إنجاز المهام بشكل استراتيجي ومستدام. وبفضل ذلك، تمكنا من تطوير خطتنا الاستراتيجية الخمسية الجديدة، التي من المؤمل أن ترشدنا وتساعدنا على تحقيق أهدافنا وطموحاتنا خلال الأعوام 2019 – 2023. تعتمد خطتنا الجديدة الاستثمار في العلاقات الممتازة التي بنيناها مع موظفينا ومجتمعنا المدني على مدى السنوات التسع الماضية، وتؤكد التزامنا بمواصلة إنجاز البحوث القيمة والبرمجة الفعالة ولعب دور رئيسي وفعال في عملية النمو والتنمية لإمارتنا وأمتنا. وبالوقت ذاته، نعزز التزامنا بدعم مبادرات التفكير المستقبلية التي تحث على الابتكار والحصول على البيانات والمعلومات القيمة والبناءة التي تحتل مكان الصدارة في حوارات السياسة خلال مناقشات كبار المسؤولين وصناع القرار حول القضايا الملحّة في إمارة رأس الخيمة والأمة والعالم أجمع.
خلال عام 2018 نجحنا أيضاً بتعميق وتوسيع شراكاتنا وجهود تعاوننا في العديد من المجالات مثل التعليم، والأعمال الخيرية، وتنمية المجتمع، والفنون. وبفضل المبادرات الناجحة والمستمرة للمؤسسة، واصلنا تكوين شراكات جديدة ومتميزة مع الوزراء، والمسؤولين، وصانعي السياسات، والممارسين، والمؤسسات الأخرى، والأعمال التجارية، والشركات، والجامعات، والأكاديميين البارزين. بعض الأمثلة على تعاوننا الفعال شمل إقامة شراكة مع وزارة التربية والتعليم وتوقيع مبادرة تبادل المعلمين بين دولة الإمارات العربية المتحدة وفيتنام، والتعاون مع مجلس التعليم والموارد البشرية ضمن مشروع بحث حول مشاركة أولياء أمور الطلاب، وتنظيم المؤتمر الثامن للجمعية الخليجية للتربية المقارنة في إمارة رأس الخيمة، ومواصلة دعم الأكاديميين الواعدين من خلال تقديم العديد من المنح الدراسية والمنح البحثية التنافسية. على المدى الطويل، نأمل أن ينجم عن هذه العلاقات المتميزة إنتاج المزيد من البحوث وتعزيز المزيد من التعاون، مما سينجم عنه زيادة تأثير جهودنا وتحقيقنا للمزيد من النجاحات والتقدم.
كانت جميع أنشطتنا التعاونية متنوعة ومثمرة خلال العام الماضي. فقد تمكنا من توسيع نطاق أبحاثنا وتعزيز خبرتنا، وعلاقات تعاوننا مع شركائنا من خلال التواصل معهم بفعالية باللغتين العربية والانجليزية عن طريق الحوارات والمناقشات والبودكاست على المواقع الإلكترونية عبر شبكة الانترنت، ووجهاً لوجه. كما واصلت برامج التطوير المهني للمعلمين ومبادرات الإصلاح المدرسي وبرامج إعداد الطلاب للدراسة الجامعية بتحقيق نتائج مذهلة. خلال عام 2018 كنا فخورين بتوفير المزيد من الفرص لطلاب إمارة رأس الخيمة، مثل ملتقى الإرشاد المهني، لمساعدتهم على التفكير في الإمكانيات الكثيرة المتاحة لهم لمواصلة دراستهم بعد تخرجهم من مرحلة الثانوية. بالإضافة إلى ذلك، مؤسسة القاسمي تعتبر بأن إمارة رأس الخيمة بمثابة المركز الثقافي في دولة الإمارات - لأن هذه الإمارة تحرص على دعم المواهب الفنية المحلية والفنانين المبدعين في شتى أنحاء العالم، من خلال الشراكات المتعددة مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، واستضافتها لمجلس شباب الإمارات، ومواصلة دعمها للمعارض الفنية، وورش العمل على مدار السنة.
من خلال البحوث ذات الصلة، ورفع التوصيات، والبرمجة للسياسات استناداً على الأدلة، وتعزيز العلاقات، سنواصل تحقيق المزيد من النجاحات بشكل مستدام وطويل الأجل بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لإمارة رأس الخيمة. ومع دخول المؤسسة عامها العاشر في خدمة المجتمع، يتطلع فريق عملنا إلى مواصلة تعزيز التعاون الفعال مع جيراننا في المنطقة وبقية دول العالم لمواصلة دعم النمو والتقدم داخل الإمارة وخارجها والاعتراف بمكانتنا كنصير للمعرفة المحلية مما يؤثر إيجابياً على العالم أجمع.
د. ناتاشا ريدج، المدير التنفيذي لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة.