يجب أن يمتلك القائد الفعال في عالم الأعمال في القرن الحادي والعشرين القدرة على الاستجابة للصعوبات بذكاء واستراتيجية وكفاءة. يتطلب نجاح الأعمال قادة قادرين على التأقلم مع التغيير وقيادة الأداء وتعزيز مستوى الالتزام المتمحور حول الأشخاص. بحسب تعبير الكاتب لومباردي، القادة لا يُولدون كقادة، وإنما يُصنعون من خلال مواجهة التحديات التي تتطلب العمل الجاد. توفر برامج مثل برنامج رأس الخيمة للقيادات التنفيذية والتدريب التابع لمؤسسة القاسمي، والذي تم إطلاقه في عام 2021، بعض المهارات الأساسية في هذا السياق.
خلال هذا البرنامج الذي يمتد لـ14 شهرًا، يركز المشاركون على بناء القدرات في مجال تحسين الأداء التنظيمي، وتعزيز المجتمع والمهارات، وتطوير مهارات الكتابة المتقدمة، وتحفيز عقلية التنمية، وتطوير مهارات القيادة الشخصية. جوهر البرنامج هو التدريب على القيادة، وتبادل الخبرات مع القطاع الخاص، وتبادل الخبرات الدولي، ومشروع التخرج. كمشارك في المجموعة الأولى، إليك خمسة دروس تعلمتها من المشاركة في هذا البرنامج المبتكر:
لم تسلك الدورات التدريبية لبرنامج القيادات التنفيذية نمط المحاضرات التقليدية، وإنما أعطت الأولوية للمحادثات المفتوحة والعروض التقديمية والأنشطة ودراسات الحالة والمناقشات الجماعية. استندت الجلسات إلى مفهوم "العقل الممارس" الذي شرحه ستيرنر في كتابه العقل الممارس: تطوير التركيز والانضباط في حياتك - إتقان أي مهارة أو تحدٍ من خلال تعلم حب العملية. شجعت الجلسات المشاركين على فهم وتطوير المهارات كعملية و "كجزء من طبيعتهم" (ستيرنر، 2012، ص 15).
عززت الدورات التدريبية عالية الجودة التي يقدمها برنامج القيادات التنفيذية على المشاركة العملية كطريقة لاستخدام المعرفة والمهارات، والوصول إلى التدريب والتغذية الراجعة في بيئة تحاكي سيناريوهات حقيقية. غالبًا ما يشارك القادة هذه السيناريوهات، مما يسمح لهم بتحدي وجهات نظر بعضهم البعض والتفكير بأنفسهم. ونتيجة لذلك، ساعد برنامج القيادات التنفيذية المشاركين في استكشاف وتنفيذ أسلوب القيادة الأكثر فاعلية وتناسباً مع شخصياتهم، وفهم الأسلوب الذي يمكنهم استخدامه للتأثير على الآخرين.
غالبًا ما يكون لدى القادة رؤية واضحة تمامًا لأهدافهم، ولكن قد يواجهون أيضًا صعوبة في تصور المسار لتحقيق هذه الأهداف. من خلال جلسات العصف الذهني والمناقشات النشطة وتبادل المعرفة والانخراط في بيئة تعليمية نشطة، سمح برنامج القيادات التنفيذية للقادة بالتراجع قليلاً عن مهامهم اليومية، وتأمل الأصول المتاحة، وتحليل مؤسساتهم، والنظر في الطرق الممكنة لكيفية تطوير المستقبل. أتاح البرنامج للمشاركين بأن يكونوا "طلاباً قياديين" يتعلمون ويكتشفون نقاط القوة والضعف والإمكانات في التعبير عن رؤيتهم لإلهام وتشجيع من حولهم لخلق بيئة تتمحور حول الأشخاص. قال أحد القادة في برنامج القيادات التنفيذية، "أدركتُ أن لديّ المهارات اللازمة، ولكن كيفية استخدامها قد تكون صعبة. أن تكون قادرًا على اكتشاف قدراتك يحفزك على تشجيع من حولك على فعل الشيء نفسه ".
استخدم برنامج القيادات التنفيذية مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات والأمثلة والمناقشات النشطة والتفكير النقدي للتأكيد على أن كل شخص لديه القدرة على أن يصبح قائدًا عظيمًا من خلال الخروج من نطاق الراحة واكتشاف قوته وإمكاناته. يتم اكتشاف إمكانيات التنمية من خلال التعرض لوجهات نظر فريدة، ومراقبة ممارسات الآخرين، والتعلم من الأخطاء، وشحذ مهارات التحدث أمام الجمهور من خلال المناقشات الجماعية، وتبادل وجهات النظر، والمناقشات النشطة، حتى يتم إتقانها والاستعداد لأن يتم استخدامها في سيناريوهات العمل الواقعية.
ناقشت الجلسات بعض المهارات والاستراتيجيات الحاسمة التي يحتاجها المشاركون للنظر إلى المواقف من زاوية جديدة. وقد أعطى ذلك وضوحًا للظروف الصعبة، وشجع المعرفة، وعزز الثقة. وحسبما أوضح أحد قادة برنامج القيادات التنفيذية، "لقد بدأت في البرنامج كشخص متردد، خائف من التحدث في المواقف العامة. لكن اليوم، أصبحتُ أكثر ثقة، بإمكاني التحدث علنًا باحتراف وطلاقة، خاصة باللغة الإنجليزية. لطالما كانت هناك قيمة مضافة من كل جلسة حضرتها، لكن جلسات القراءة، بلا شك، كان لها الأثر الأكبر". بالفعل، لقد كان نادي القراءة وسيلة رائعة لإشراك مهارات القراءة والتحليل والخطابة والتعبير عن الأفكار والاستماع إلى الأفكار المختلفة.
يؤكد جولمان في كتابه، القادة الجدد، أن الذكاء العاطفي ضروري لنجاح القائد. الذكاء العاطفي يعني أن توظّف التعاطف لتطوير الناس وإشراكهم. عندما يستمع القادة بعناية ويتقبلون ويتفاعلون بشكل مختلف كاستجابةً للقضايا المتكررة، تتحسن مهارات الاتصال لديهم. يجادل العديد من الباحثين في الذكاء العاطفي، مثل جولمان وماير وفاينجر، بأن الذكاء العاطفي يؤدي إلى تحسين فعالية الاتصال.
ساعد برنامج القيادات التنفيذية القادة على ربط الذكاء العاطفي بمهارات الاتصال وأظهر كيف يمكن استخدام هذا الاتصال لبناء علاقات بين المديرين والموظفين. كما وصف أحد القادة في برنامج القيادات التنفيذية، "غالباً ما يتم الاستخفاف بالذكاء العاطفي، في رأيي. بفضل الذكاء العاطفي، يمكنني معرفة متى ولماذا وكيف وماذا أقول في المواقف المختلفة". كان أحد الأنشطة الأكثر فعالية هو نشاط لعب تبادل الأدوار كمديرين وموظفين من أجل مراقبة ردود أفعالهم في سيناريوهات مختلفة وإبداء الرأي. أيضًا، كان المشاركون يقدمون سيناريوهات عمل واقعية كانوا يواجهونها بالفعل، ويتلقون مجموعة متنوعة من وجهات النظر من خلال المناقشات، والتي تعتبر جزءًا رئيسيًا في بناء المرونة من خلال التحديات غير المتوقعة.
يعد دمج الممارسات العملية بالأدلة القوية توجهاً رائعًا لدفع الأداء ومواجهة التغيير خارج الوضع الراهن. جزء رئيسي من برنامج القيادات التنفيذية هو مشروع التخرج الذي يهدف إلى معالجة تحدٍ في العالم الحقيقي ورسم خارطة نهائية للقدرات التي اكتسبها القادة خلال الجلسات. تم تضمين مشروع التخرج في برنامج القيادات التنفيذية لتمكين التفكير النقدي وحل المشكلات وتحسين القدرات مثل التواصل اللفظي والخطابة والبحث والتواصل والعمل الجماعي والتخطيط والاستقلالية وتحديد الأهداف من خلال البحث المستقل. تمكّن القادة من ربط معرفتهم النظرية بالعملية، وطوّروا علاقة عاطفية وعملية مع موضوع بحثهم. حدد القادة موضوعًا يثير قلقهم، وأجروا بحثًا، وتوصلوا إلى نتائج، وعملوا على إنشاء بحث نهائي لتقديمه إلى صانعي السياسات في حكومة رأس الخيمة بهدف إيجاد حلول واقتراح خطط عمل للتحسين.
لكل مشكلة حل، وغالباً ما يكون لدى القادة أفكار للتحسين. ومع ذلك، فإن تحديد القضية بدقة، وجودة البحث، وقوة التوصيات المقترحة، والعرض التقديمي المقنع لجذب انتباه صانعي السياسات، هي كلها عوامل حاسمة لإحداث التأثير. وبالتالي، فإن تعلم اتباع هذه الخطوات الحاسمة هو تجربة قيّمة لمن هم في مناصب قيادية. يضمن برنامج القيادات التنفيذية أن يكتسب القادة مزيداً من الوعي والفهم لهذه المهارات.
ترقبوا نشر مشاريع التخرج لمشاركي برنامج رأس الخيمة للقيادات التنفيذية والتدريب!
صقر المالكي هو اختصاصي أول ابتكار في مؤسسة القاسمي، و هو حاصل على درجة الماجستير بامتياز في الابتكار وريادة الأعمال من جامعة ولونغونغ الأسترالية.