المدونات والبودكاست

  • المدونات والبودكاست
  • الفوائد الملموسة لتربية الفنون في الخليج العربي, تطوير المهارات العامة في القرن الواحد والعشرين
pattern@2x

الفوائد الملموسة لتربية الفنون في الخليج العربي, تطوير المهارات العامة في القرن الواحد والعشرين

 

مجال تربية الفنون لايُعنى فقط بالطلبة المبدعين, فقد أثبتت الدراسات أن تربية الفنون لها دور في تطور نتاتج التعلم للطلبة, وتُحدث تأثيرات إيجابية على مشاركاتهم المجتمعية[1], ومع ذلك فإن الفنون غالباً ما تُرى

على أنها إضافة عوضاً عن كونها جزءاً مكملاً للمنهج الأكاديمي خصوصاً في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث لا وجود للفنون ضمن مناهج المدارس الثانوية الحكومية[2]. وعلاوة على ذلك, لا تتوفر معلومات كافية حول مبادرات الفنون وتأثيرها على منطقة الخليج العربي, مما يحد من استيعاب صناع القرار والجمهور حول ما يتم الاعتراف به في الغرب كمحفزات لتطوير المهارات العامة للطلبة ونجاحهم المستقبلي في النهاية.

هناك العديد من الطرق التي من شأنها أن تجعل مبادرات وبرامج وتربية الفنون مرتبطة بنتائج التعلم وتطوير المجتمع في الخليج العربي, وتشمل هذه النتائج التحصيلات الأكاديمية والشخصية للطلاب في مجال القيادة والمهارات الاجتماعية وتطوير الذات والأداء الأكاديمي المتقدم والفرص التعليمية والوظيفية ومعدلات القبول الجامعي. وبشكل أخص, أثبتت الدراسات بأن ارتباط الفنون بالتعليم قد طور مهارات القراءة والمهارات اللغوية لدى الطلاب (بفارق 58 نقطة في نتائج امتحان القبول الجامعي SAT في الولايات المتحدة[3]), ومهارات الرياضيات (بالأخص المهارات الحسابية والتقديرية, بفارق 38 نقطة في نتائج امتحان SAT), ومهارات التفكير الناقد, بالإضافة إلى زيادة التحفيز على التعليم لديهم (41% من المشاركين في دراسة من الدراسات أشاروا بأن الفنون تلعب دوراً في عدم ترك المدرسة[4]), وساهمت بشكل كبير في تكوين بيئة مدرسية إيجابية.

ترسم رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2021 أهدافاً ومؤشرات لانتقال الدولة إلى اقتصاد مبني على المعرفة يركز على الابتكار والأجندة "وتسعى لغرس ثقافة ريادية في المدارس والجامعات لتتبنى أجيالاً تتمتع بالقيادة والإبداع والمسؤولية والطموح[5]". وعلى الرغم من أن رؤية 2021 تعتبر هذا المهارات العامة, التي وصفتها الأجندة بالضرورية للطلبو في المدارس, كعامل رئيسي وراء النجاح المستقبلي للدولة, هذه المهارات غير مشمولة في مجالات الأجندة الأخرى ذات الأولوية لتطوير نظام تعليمي من الطراز الأول.[6]

إذاً كيف سيتمكن الطلاب من تعلم هذه المهارات العامة الضرورية؟ لن يحدث ذلك عبر التحضير للتقييمات الدولية, ولا عبر الدخول إلى الأجهزة والأنظمة الذكية, ولكن يتوجب على المؤسسات والصناع القرار أن يأخذوا تربية وبرامج الفنون بعين الاعتبار كواحدة من المبادرات الأساسية الداعمة للمهارات العامة للطلبة بجانب النتائج الإيجابية الأكاديمية الملموسة, حيث أنه إذا تم دمج تربية الفنون بالمناهج والأساليب التعليمية, سيساهم ذلك في تكملة الجهود الإصلاحية في التعليم الحالي, مما سيؤدي في النهاية إلى ازدياد فرص التوظيف في المستقبل لدى الطلبة ضمن الاقتصاد المستقبلي المبني على المعرفة.

قبل بضع أعوام, بدأت العديد من مؤسسات الفنون في الخليج العربي بتقديم برامج وتأسيس منصات للفنانين الناشئين مما ساهم في ازدياد المشاركات المحلية بالفنون بالإضافة إلى ظهور وإبراز ابتكارات ووجهات نظر المنطقة على الصعيد العالمي. وتضمنت هذه المبادرات فنانين وفرصاً للعرض والنشر وورشات عمل وإنشاء مواد محلية ذات صلة وفهرسة تاريخ الفن الإماراتي من قِبل فنانين مختصين..إلخ. وبجانب زيادة المشاركة المحلية والعالمية, فإنه من المأمول أن تساهم هذه الجهود في ازدياد فرص التوظيف المحتملة في القطاعات الإبداعية.

ولذلك فإن الوضع الحالي يسهل على المؤسسات والممارسين والباحثين وصناع القرار احتمالات فهم ودعم والانتفاع من الفنون كمحرك للتطوير المهني والشخصي والأكاديمي لدى الطلبة في المنطقة.

لمعرفة المزيد عن البحوث حول تربية الفنون وتأثيرها المحتمل على المنطقة والموارد والتطورات الفنية الأساسية في دولة الإمارات العربية المتحدة, بالإضافة إلى عرض التوصيات للمؤسسات وصناع القرار, يمكنكم قراءة ورقة السياسة لمؤسسة القاسمي "تعليم الفنون: المصادر والخيارات للإمارات العربية المتحدة و رأس الخيمة" بإعداد إليزابيث ديرديريان على موقعنا الإلكتروني.

 

[1] لنظرة عامة حول الدراسات والنتائج المذكورة في هذه المدونة, يمكنكم قراءة ورقة السياسة لمؤسسة القاسمي "تعليم الفنون: المصادر والخيارات للإمارات العربية المتحدة و رأس الخيمة" بإعداد إليزابيث ديرديريان