المدونات والبودكاست

pattern@2x

تمويل التجارب في مجال التعليم: الأولويات الأساسية لإمكانيات النجاح

 

على مدى السنوات القليلة الماضية، تلقت برامج التمويل المبتكرة القائمة على المستقبل، الكثير من الإهتمام المتزايد من جهة الحكومات والمؤسسات الخيرية والمنظمات الغير حكومية في جميع أنحاء العالم. ويستخدم أحد هذه البرامج، روابط التأثير الاجتماعي، ورأس المال الخاص لتمويل الخدمات الاجتماعية ويتعهد أيضاً بمزايا اجتماعية وعائدات مالية.

وقد برز برنامج "الدفع مقابل النجاح" في تقديم الخدمات الاجتماعية، الرغبة في زيادة كفاءة وفعالية التدخلات الوقائية من خلال استخدام التمويل الخاص لتطوير وتشغيل البرامج الاجتماعية والخدمات العامة التي توفرها الدولة على النحو المعتاد. وفي حال كان مقدم الخدمة لا يفي بالشروط المتفق عليها (النتائج والعوائد المالية في الاستثمار) ، فلا يتطلب من الجهة الممولة (عادةً الحكومة أو القطاع العام) أن تسدد للمستثمرين (القطاع الخاص) رأس المال المبدئي، بالإضافة إلى المبلغ المتفق عليه لتقديم الخدمة والفائدة. إن الحكومة تدفع فقط للمشاريع الناجحة. أيعتبر ذلك ضمان للحق؟ الفوز الحقيقي الفوز.

 ومع ذلك ، فإن برنامج روابط التأثير الإجتماعي، هو إبتكار حديث نسبياً ، ولم تثبت حتى الآن قدرته على إيجاد حلول فعاّلة ومبتكرة وطويلة الأمد. وقد وضع تصميمه واستخدامه المتأصل في تقديم الخدمات الاجتماعية، في قطاع التعليم على وجه الخصوص، وفرصة للقطاع الخاص لإجراء تجارب واسعة النطاق مع مراعاة الحد الأدنى للمساءلة والرقابة في حين يعتبر كسب المال هو من البرامج التي تخدم فئة المحتاجين بشكل أكبر. و بالرغم من ذلك ، فإنه في عام 2017، كانت نسبة 9٪ من البنك التجاري الدولي، التي تمثل ملايين الدولارات، تمول مبادرات تعليمية، ومن المؤكد أن نسبة هذا العدد سترتفع مع إتجاهات الحكومات في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد إلى القطاع الخاص لتكميل، أو حتى توفير خدماتها التعليمية.

يعتقد مؤيدي برنامج روابط التأثير الإجتماعي أنهم يشجعون الابتكار، ويقومون بتوسعة نطاق وتأثير التدخلات التي أثبتت أنشطتها أنها تستهدف مساعدة المحتاجين بشكل أكبر، وتحفيز أصحاب المصلحة من مختلف القطاعات للمساهمة في تحسين المجتمع. يصفهم نقّاد البرنامج بأنهم " تجارب متكررة" في التمويل البديل الذي يؤدي إلى زيادة تأثير القطاع الخاص على السياسة الاجتماعية التي تميل إلى الأولويات، وغالباً ما تؤدي إلى تصورات تدخل مشكوك فيها (في أحسن الأحوال) ، ومقاييس مضللة، وإعادة توزيع إسراف التمويل.

بصراحة، هناك قلق من أن البرنامج مصمم لإنتاج نتائج قصيرة المدى وقابلة للقياس، والتي يمكن أن تحد من نطاق التأثير الاجتماعي، وتخفيف النتائج، وتعطيل الحوافز. إن إضفاء الطابع الرسمي على الفكرة القائلة بأن الخدمات الاجتماعية ينبغي أن تؤدي إلى عائد مباشر قصير المدى للاستثمار الشركات الخاصة والمستثمرين الذين يكرسون جهودهم لخدمة انفسهم، في حال لم يتم إدارتها بشكل صحيح، يمكن أن تكون لها عواقب بعيدة المدى غير مقصودة.

 إن التعليم ليس فقط تدخلاً قصير المدى للقضايا المجتمعية، ويجب أن تعكس التصاميم وأساليب التقييم لآليات التمويل بشكل مباشر الفروق الدقيقة التي غالباً ما لا يمكن قياسها بسهولة والتأثيرات طويلة المدى الأوسع نطاقاً لهذه التدخلات على المجتمع بشكل متكامل. إن التعليم الجيد له تداعيات ليس فقط لنجاح الطلاب في المستقبل، ولكن أيضًا لنمو واستقرار الدولة في المستقبل. إن التعليم مهم للغاية بحيث لا يمكن الوثوق به في بدعة التمويل الغير مفهومة تمامًا أو حتى ضرورة الإعتماد على البيانات.

في حين أن هذه نظرة انتقادية مكثفة لتأثيرات آليات التمويل البديلة، فإن هذه المخاوف تدعمها المؤلفات الناشئة، التي تحتاج إلى المزيد منها. في نهاية المطاف ، قد يبدو بنك الاستثمار الدولي وسيلة واعدة وسريعة لجذب التمويل وذلك لدعم قضية اجتماعية معينة باستخدام استراتيجيات "مبتكرة" للحفاظ على الاستدامة المالية وتبديد المخاطر. قد يكون هذا صحيحًا نظريًا، ولكن في الواقع، هناك حاجة إلى سياسات وهياكل قانونية وتقييمات الاحتياجات وأساليب المراقبة والتقييم لضمان أن هذه المبادرات ليست مستدامة وفعالة فحسب، بل هي مسؤولة أيضاً عن استفادة من هم في أمس الحاجة إليها.

لمعرفة المزيد عن روابط التأثيرالاجتماعي، وخصائصها، وكيفية استخدامها في قطاعات مختلفة في مناطق مختلفة حول العالم، وما ينبغي على الحكومات فعله لتحقيق أقصى استفادة منها، يرجى الإطلاع على ورقة السياسة المتاحة لمؤسسة القاسمي. "آلية تمويل جديدة: الآثار الاجتماعية في القطاع العام".

 

[1] انظر "روابط التأثير الاجتماعي" من قبل مؤسسة روكفلر. استردادها من:

https://assets.rockefellerfoundation.org/app/uploads/20140921195626/Rockefeller-Foundation- Social-Impact-Bonds.pdf

[2] انظر "آلية تمويل جديدة: روابط التأثير الاجتماعي وانعكاسات القطاع العام" من قبل مؤسسة القاسمي. استردادها من:

http://www.alqasimifoundation.com/en/publication/82/a-new-funding-mechanism-social-impact-bonds-and-the-implications-for-the-public-sector

[3] انظر "روابط التأثير الاجتماعي وانعكاسات القطاع العام" من قبل التمويل الاجتماعي. استردادها من:

http://www.socialfinance.org.uk/what-we- do/social-impact-bonds

[4] انظر "آلية تمويل جديدة: روابط التأثير الاجتماعي والتأثيرات على القطاع العام" من قبل مؤسسة القاسمي. استردادها من

http://www.alqasimifoundation.com/en/publication/82/a-new-funding-mechanism-social-impact-bonds-and-the-implications-for-the-public-sector

[5] انظر "آلية تمويل جديدة: روابط التأثير الاجتماعي وانعكاسات القطاع العام" من قبل مؤسسة القاسمي. استردادها من:

http://www.alqasimifoundation.com/en/publication/82/a-new-funding-mechanism-social-impact-bonds-and-the-implications-for-the-public-sector