أكملتُ تدريبي العملي في قسم البحوث في مؤسسة القاسمي خلال خريف عام 2018 وأردتُ تدوين الأشياء الرئيسية التي اكتسبتها من خلال هذه التجربة لمساعدة الطلاب الحاليين الباحثين عن فرص للتدريب الصيفي خارج الدولة، بالإضافة إلى الخريجين الذين كانوا في وضعي بعد التخرج من الجامعة.
نمى لديّ الاهتمام بالشرق الأوسط من خلال المواد التي درستها في التاريخ والثقافة وسياسات المنطقة. وعند تخرجي من الجامعة، علمتُ أنني أريد تحقيق هذه الاهتمامات في سياق أكثر مهنية. وفي غضون ساعات قليلة من تصفح شبكة الانترنت للبحث عن فرص في السياسة ومراكز البحوث في الشرق الأوسط، قادني بحثي إلى أعمال المؤسسة. تُعدّ المؤسسة من مراكز البحوث الرائدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولذلك قررتُ الالتحاق ببرنامج التدريب لاكتساب خبرة مهنية في اهتمامي بالشرق الأوسط ولإعداد نفسي لمستقبل مهني في السياسات.
بعد استكمال تدريبي المهني، تعلمتُ أن امتلاك عقلية عالمية يعد ذو قيمة عالية لدى أصحاب العمل، ولدى نطاق واسع من مجال الصناعات والسياسات والأعمال والعلاقات العامة والفنون. خلال كل مقابلة عمل خضتها بعد خبرتي في رأس الخيمة، أول شيء يتم التعليق عليه دائماً هو خبرتي وعملي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وذلك بسبب أن أصحاب العمل يسعون إلى توظيف الأشخاص الذين أثبتوا قدرتهم على التفكير خارج الصندوق، وممن لديهم عقلية متفتحة وقادرين على التفكير بمقياس عالمي. وأنا قادر على تحقيق كل ذلك بعد خبرتي في المؤسسة.ةلاختلاف في مفاهيم الوقت والمجاملة. حصلتُ أيضاً على فرصة تدريب في الجمعية البريطانية العمانية في لندن – وهي وظيفة تتطلب مستوىً عالٍ من مهارات التواصل بين الثقافات – أؤمنُ بأن نجاحي في الحصول على هذه الفرصة جاء من خبرة التواصل بين الثقافات التي خضتها في رأس الخيمة.
شعرتُ بالامتنان لتكليفي بأعمال ذات صلة بسياسات بارزة منذ بداية تدريبي. وبما أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى دائماً إلى تطوير النتائج التعليمية وتحديث الممارسات التربوية، لذلك شعرتُ أن عملي في المؤسسة ضمن سياسات التعليم وعلم النفس التربوي مرتبط بشكل كبير. كان من المثير العمل ضمن مشاريع مرتبطة بشكل مباشر مع تنمية إمارة رأس الخيمة والمنطقة، في حين أيضاً السفر إلى تلك المواقع والتثقف حولهم بشكل مباشر.
قبل بدئي بتدريبي المهني، كانت معرفتي بدولة الإمارات العربية المتحدة محدودة بأبوظبي وودبي فقط. ولذلك كنتُ مسروراً بالفرصة التي حظيتُ بها لاستكشاف "الإمارة التاريخية" رأس الخيمة واستكشاف بعض العناصر التقليدية للخليج العربي.
في كل ليلة، كنت دائماً ما أجد شيئاً أستطيع فعله. اعتدتُ أن أغادر المكتب والذهاب إلى الشواطئ المحلية أو تناول الطعام في المطاعم الإماراتية الأصيلة والمطاعم الهندية. قضيتُ عطلات نهاية الأسبوع في استكشاف أماكن ومواقع جديدة لم أكن أعرف عنها مثل جبل جيس أو القلاع الأثرية المتواجدة على هامش صحراء الإمارة.
تحتضن رأس الخيمة أيضاً العديد من المتاحف والمواقع الأثرية. استمتعتُ باكتسابي لفهم عميق حول التاريخ الطويل لساحل الإمارة من خلال الاطلاع على القطع الأثرية في متحف رأس الخيمة الوطني. وحينما كنتُ أشعر برغبة في المغامرة، اعتدتُ زيارة الجزيرة الحمراء، المدينة الوحيدة ذات الطابع التقليدي الأصيل الذي لا يزال قائماً في الإمارة، والتي تعد الآن لمحة عن طبيعة الحياة القديمة قبل النقلة الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال استكشاف النفط.
وعلى الرغم من صغر المساحة نسبياً، أدهشني وجود العديد من الأنشطة الجديدة والممتعة التي يمكن الاستمتاع بها خلال عطلات نهاية الأسبوع. بذلتْ رأس الخيمة جهوداً كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية لجعل الإمارة وجهة سياحية رئيسية في الخليج، وقد تحقق ذلك بالفعل. لم أجد صعوبة في تحقيق التوازن ما بين العمل وقضاء وقت ممتع خلال عملي في مؤسسة القاسمي.
لدى المؤسسة بيئة مكتبية متنوعة لا نظير لها
امتدتْ خبراتي في التواصل الثقافي بشكل أكبر في مكتب المؤسسة: الموظفون الذين عملت معهم كانوا خير دليل على التنوع في دولة الإمارات العربية المتحدة. في إحدى المرات جلستُ لتناول الغداء مع 12 من زملائي، وعلمتُ حينها أنني كنت الوحيد الذي أمثل القارة الأوروبية (معاً كنا نمثل 5 قارات و10 دول). في هذا السياق، تدريبي المهني أمكنني من تكوين علاقات عالمية بمجرد الجلوس على كرسي المكتب، كما كوّنتُ صداقات مع أناس من مختلف الخلفيات الثقافية.
عندما أتحدثُ عن تدريبي المهني أضع النقطة التالية كأحد أهم النقاط ضمن فوائد التجربة، وهي أنني تمكنتُ من الاطلاع على العديد من وجهات النظر العالمية والآراء والقصص والنصائح التي لم أكن لأتمكن من الاطلاع عليها لولا زيارتي إلى الخليج. في أغلب الأحيان لا نلاحظ أهمية التنوع إذا لم نبذل جهداً شخصياً في إيجاد بيئات مختلفة وغير معلومة لنا. وبعد أن قضيتُ ثلاث أشهر في بيئة كهذه، أستطيع القول بكل ثقة بأن مؤسسة القاسمي لديها بيئة عمل غنية ومضيافة ونابضة بالحياة أكثر من أية بيئة عمل أخرى.
بصورة شاملة، تدريبي المهني في مؤسسة القاسمي كان أول خطوة كبيرة لي في العالم المهني، وقد ساعدني ذلك في العديد من المرات. أشعر الآن أن لدي خبرات وذكريات إيجابية أستطيع مشاركتها حول رأس الخيمة والناس الذين قابلتهم خلال تجربتي، سواء كان ذلك حول العمل مع زملاء رائعين أو تناول الطعام الإماراتي التقليدي مع أصدقائي.
وعلى الرغم من أن رأس الخيمة لطالمالا يتم ذكرها حينما نذكر دولة الإمارات العربية المتحدة من منظور أجنبي، إلا أنني أدركتُ أن هذه الإمارة لديها الكثير لتقدمه. وكموقع متطور وحديث للبحوث والتنمية لجعل دولة الإمارات أكثر ذكاءً وازدهاراً، أنا فخور جداً بعملي في مؤسسة القاسمي التي تعد رائدة في ذلك المجال.
يقع مقر مؤسسة القاسمي بمحاذاة أشجار منغروف رأس الخيمة، مما يجعل النزهة على الأقدام مذهلة جداً خلال استراحة الغداء!
من لطف بعض الزملاء في المؤسسة، قاموا بدعوتي خلال إحدى عطلات نهاية الأسبوع إلى جبل جيس، أطول جبل في الإمارات وإحدى الوجهات السياحية الرئيسية للعديد من السياح.
صورة لتخييمي في الربع الخالي لإمارة ابوظبي خلال عطلة نهاية الأسبوع، واحدة من أكثر المناطق غير المستكشفة على وجه الأرض.
وعلى الرغم من صغر المساحة نسبياً، أدهشني وجود العديد من الأنشطة الجديدة والممتعة التي يمكن الاستمتاع بها خلال عطلات نهاية الأسبوع. بذلتْ رأس الخيمة جهوداً كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية لجعل الإمارة وجهة سياحية رئيسية في الخليج، وقد تحقق ذلك بالفعل. لم أجد صعوبة في تحقيق التوازن ما بين العمل وقضاء وقت ممتع خلال عملي في مؤسسة القاسمي.
كانت مسؤوليتي الرئيسية هي عمل بحث مبدئي حول الأبوّة في الشرق الأوسط بالإضافة إلى حب الذات في مرحلة الطفولة وكيف لذلك تأثير على التعليم في المدرسة. تم تكليفي أيضاً بتصميم استبيان لدعم المشاريع البحثية الحالية في المؤسسة، كما ساهمتُ في التنسيق لندوة عالمية حول إشراك الوالدين الذي أقيم في دبي، وذلك من خلال تحديد أشخاص محتملين للتواصل، والإشراف على دعوات التقديم على البحوث.
نظراً لتخصصي في مجال التاريخ والسياسات، لم يكن التعليم مجالاً من مجالات اهتمامي، ولا من المجالات التي أود استكشافها. وعلى الرغم من ذلك، فقد تبيّن لي من خلال هذه التجربة المذهلة بأن ذلك المجال الذي لم يكن من إحدى اهتماماتي قد يكون الآن أحد مجالات عملي المستقبلي، فقد غرستْ المؤسسة بداخلي شعوراً جديداً يدفعني إلى السعي وراء مسار وظيفي في السياسة. لقد سررتُ عندما علمتُ بأن البحث الذي كنتُ جزءاً منه سيدعم تنمية نهج التعليم في رأس الخيمة، وسيساهم في تحقيق دولة الإمارات العربية المتحدة لهدفها في أن تصبح رائدة في التعليم بحلول عام 2021.