إن تغير مهام ومسؤوليات الإحسان والعمل الخيري على الصعيد العالمي مع الظروف التي أحدثتها أزمة كوفيد – 19، أدى إلى إحداث ارتباك في الأساليب الأساسية التي نعمل بها.في الوقت نفسه، يتراجع الإحسان خلال فترات الركود الاقتصادي، الأمر الذي سيضيف على الأرجح ضغطًا على هذا القطاع في المستقبل المتنبؤ به. فكيف يمكننا تلبية احتياجات مجتمعاتنا في مواجهة تقلص الميزانيات؟
تظهر الدراسات البحثية انخفاض التبرعات الخيرية في فترات الركود الاقتصادي في مثل هذه الأوقات، عادة ما يتم تجريد المؤسسات الخيرية من الموارد التي تحتاجها لمواصلة طبيعة العمل بفعالية. على سبيل المثال، في عام 2008 في بداية الأزمة المالية العالمية، انخفض إجمالي التبرعات بنسبة 7-8%، ونسبة 6-8% أخرى في عام 2009، اعتمادًا على المصدر. في عام 2011، بعد ثلاث سنوات من الأزمة المالية العالمية، ما زالت ولا تزال دون مستويات عام 2007. وبعبارة أخرى، ينخفض العمل الخيري في أوقات الانكماش الاقتصادي. فكيف يمكن ضمان الاستمرار في تلبية الاحتياجات المحلية - لشركائنا في القطاع، ولكن أولاً وقبل كل شيء مجتمعاتنا المحلية؟
ومع ذلك، تستمر الاحتياجات المحلية في التغيير مع أزمة كوفيد-19. نظرًا لأننا نعمل عن قرب مع مجتمعنا في رأس الخيمة والإمارات العربية المتحدة، فإن الآراء التي نحصل عليها سريعة جدًا. للقيام بذلك خلال فترة التباعد الاجتماعي، حيث نتفاعل مع مجتمعنا عبر الإنترنت - وكذلك تحسين استخدامنا للعديد من المنصات - لتبادل المعلومات وجمع الأدلة واكتشاف المشكلات. ما نراه هو أن احتياجات مجتمعنا تتغير بشكل سريع وبأساليب لا يمكننا حتى محاولة التنبؤ بها - وأتصور أن هذا ينطبق على أصدقائنا في المؤسسات الأخرى التي تعمل في مجال الصحة وقطاعات أخرى أيضاً. بشكل أساسي، تستمر المدارس والجامعات والحكومات في خدمة أغراضها الشاملة، ولكن احتياجاتها الفورية قد تغيرت بشكل كبير.
يتطلب هذا "الوضع الطبيعي الجديد" أن نكون قادرين على جمع معلومات موثوقة وبشكل سريع. على سبيل المثال، نحتاج إلى أن نكون قادرين على الحصول على آراء من طلابنا وأولياء الأمور والمعلمين والإداريين حول ما يحتاجونه لتسهيل آلية التعلم عن بعد. ويكمن السؤال هنا بالنسبة لنا وللعمل الخيري الآخر هو: كيف سيعكس الاحسان هذا التغيير المعقد صعوبات أزمة كوفيد-19 في عملياته وبرامجه - في الوقت الذي يمكننا فيه توقع كل من الميزانيات والإحسان في المستقبل المتنبوء به؟
ستكون الإجابة الفضية غير منطقية، ولكن هناك أربعة تجارب تم مشاركتها معنا خلال الأسابيع الماضية، ونعتقد بأنها حقاً تستحق المشاركة. أولاً، نحن نركز في الوقت الحالي بشكل أكبر على إجراء الدراسات البحثية المحلية، والدراسات الاستقصائية والاستبيانات السريعة في وقت نحتاج فيه إلى أكبر عدد ممكن من الآراء. نأمل في التعرف على التحديات التي تواجه الطلبة والمعلمين في التعليم عن بعد في وقت مبكر حتى نتمكن من معالجة هذه التحديات بالوسائل التي نملكها.
ثانيًا، تحولت إدارة علاقتنا مع أصحاب المصلحة المحليين إلى حيّز بعيد تمامًا، وفي الوقت نفسه أصبحت أكثر أهمية في التعرف على الاحتياجات الفورية والمساعدة في فهم نتائج البحث بطريقة أكثر تعمقًا. لكننا لسنا الوحيدين الذين نقوم بذلك. لقد رأينا كيانات تجتمع معًا في جميع أنحاء الدولة في اجتماعات افتراضية كانت تعمل قبل شهر فقط بشكل مستقل. على الجانب المشرق، أظهر كوفيد-19 مجالات مهمة والعديد من الفرص للتعاون محليًا ووطنيًا وإقليميًا.
ثالثًا، بينما تم تأجيل و / أو تغيير موعد تقديم برامجنا، فإننا نحاول التأكد من أن القدرات التي بنيناها لن تختفي بسبب هذا الوباء. على سبيل المثال، نحاول زيادة الوعي باحتياجات شركائنا عبر الإنترنت وعبر شبكاتنا. إن لم يساعد ذلك، فإننا نحاول استيعاب المجتمع من حولنا. نعتقد أن الأعمال الخيرية يمكنها الاستفادة من شبكاتها الواسعة لربط الأفراد والمتبرعين والمحتاجين أكثر خلال هذه الظروف الصعبة.
أخيرًا، نواصل العمل على تحسين وتعزيز أنشطتنا وتواجدنا عن بعد. ونعمل حالياً على إصدار المزيد من المقالات القصيرة والمفيدة على مدونتنا، ونشر ملفات بودكاست أكثر لأننا نعتقد أن هذا التنسيق رائع بحد ذاته لمناقشة التحديات الحالية ضمن المنقاشات المتعمقة، والتي تساعد على إيجاد حلول للتغلب على صعوبات التغييرات الحالية. علاوة على ذلك، نحن نتأكد من مشاركة معلومات أكثر فائدة من المؤسسات الأخرى ذات التفكير المماثل أكثر من أي وقت مضى، على أمل أن تصل المعلومات إلى المزيد من الأفراد والاستفادة بقدر المستطاع.
في حين أن هذه التجارب مختصرة ومحددة السياق / الموقع، إلا أنني آمل أن يتم مشاركتها مع الآخرين وبدء محادثات مهمة، لكنها صعبة في كثير من الأحيان، أو ربما أن تكون مصدر إلهام لتطبيقها والعمل بها.
في سلسلة مدونات التعليم في أوقات مضطربة، تستكشف مؤسسة القاسمي كيفية تأثير COVID-19 على الطلبة والمعلمين والإداريين والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث تقدم أفكار ورؤى عن الوضع الحالي للتعليم، وأيضًا في السياسة والتمويل. تقدم هذه السلسلة أيضاً اقتراحات لصانعي القرار وعامة الناس حول كيفية الحفاظ على جودة التعليم لجميع الطلبة في هذه الأوقات المضطربة. إذا استفدت من هذه المدونة، فإننا نشجعك على قراءة المدونات الأخرى في سلسلة التعليم في أوقات مضطربة.