المدونات والبودكاست

أكاديمية رأس الخيمة الحمراء تضع معيارًا جديدًا للتميز التعليمي

Written by مؤسسة القاسمي | نوفمبر 28,2025

عند دخول الزوار إلى مبنى أكاديمية رأس الخيمة الحمراء، يلفت انتباههم فورًا عرض مميز أصبح موضوعًا للحديث. لوحة خشبية على شكل قلم، شهادة مؤطرة، ووشاح احتفالي يحمل عبارة "جائزة رأس الخيمة للتميز التعليمي" بخط عريض، تخلّد فوز المدرسة مؤخراً بلقب "المدرسة الاستثنائية  في التميز في الأداء" ضمن جائزة رأس الخيمة التابعة لمؤسسة القاسمي. كثير من أولياء الأمور يتوقفون للتأمل في هذا العرض، مبتسمين بثقة بأن أبناءهم يتعلمون في المكان المناسب.

يمثل هذا التكريم دليلاً على أن ثقافة المدرسة وقيمها تُسهم في تحقيق نتائج تعليمية قوية للطلاب. هذا النجاح لم يكن صدفة، بل هو ثمرة قيادة واعية وممارسات تربوية مدروسة تعكس التزام المدرسة بالتميز الأكاديمي، والاستدامة، والتفاعل المجتمعي الهادف.

من أين يبدأ التميز؟

تعد أكاديمية رأس الخيمة واحدة من أقدم الأنظمة المدرسية الخاصة في الإمارات الشمالية، حيث تضم ثلاثة فروع تخدم الطلاب في مختلف أنحاء الإمارة. ويبرز فرع الحمراء بكونه أحد أكثر الفروع تنوعًا، إذ يضم طلابًا من 61 جنسية يتحدثون 51 لغة مختلفة. يثري هذا التنوع الثقافي البيئة التعليمية ويؤثر في منهجية المدرسة في التدريس ودعم الطلاب.

تقول كارولينا يانكوفسكا، مدير فرع الحمراء، إن "التدريس والتعلم هما كل شيء في هذه المدرسة"، وتوضح أن مهمة المدرسة هي "تقديم تعليم متميز وتحويلي". ولتحقيق هذا الهدف، تعتمد المدرسة عملية توظيف شاملة للمعلمين ترتكز على تقييم المهارات والسلوكيات، بالإضافة إلى منهجية قبول للطلاب تهدف إلى فهم عميق لاحتياجاتهم وتحدياتهم.

وتضيف كارولينا: "لدي توقعات عالية من فريقي… توقعات عالية من الجميع ولصالح الجميع". حيث تُشجع المدرسة معلميها على تقديم أفضل ما لديهم، مقابل توفير فرص تطوير مهني قوية، وحزمة مزايا جذابة، وبيئة عمل ديناميكية. ولا يقتصر الأمر على المعلمين فحسب، بل يُنظر إلى أولياء الأمور كشركاء أساسيين في العملية التعليمية.

وتعقّب قائلة: "كان الفوز في جائزة رأس الخيمة والحصول على لقب المدرسة الاستثنائية  في التميز في الأداء شرفًا كبيرًا". فهو تأكيد على أن المدرسة تسير في الاتجاه الصحيح: "إذا كان الأمر صائبًا للطلاب، فهو صائب للمدرسة."

التعليم المتكيف لطلاب متعددين لغويًا

ترى كارولينا أن جميع فروع أكاديمية رأس الخيمة تتشارك مقومات النجاح، إلا أن لكل مدرسة شخصيتها الخاصة. وفي فرع الحمراء، حيث يشكل متعلمو اللغة الإنجليزية نسبة كبيرة، يبدأ التميز التعليمي بالالتزام بالتعليم المتكيف. أحد الأمثلة على ذلك هو برنامج اللغة المكثف لمدة ستة أسابيع والذي يُعالج فجوات المهارات اللغوية للطلاب الجدد. كما أدخلت المدرسة مكوّن الوعي الثقافي ضمن برنامج التهيئة لمساعدة الطلاب الوافدين على الاندماج في بيئة رأس الخيمة، مع قيام الطلاب الإماراتيين بدور سفراء الثقافة.

الالتزام بالاستدامة

تعد الاستدامة، بشقيها المرئي وغير المرئي، إحدى أولويات المدرسة. ومن أمثلة الاستدامة غير المرئية منهج ريادة الأعمال الذي يركز على تعزيز الثقافة المالية المستدامة لدى الطلاب.

أما الاستدامة المرئية، فتظهر عبر لجنة "الخضراء" الطلابية، التي تعمل على تعزيز الشراكات مع المؤسسات البيئية بهدف تنفيذ مشاريع مبتكرة تلهم الإبداع والمسؤولية البيئية. وقد حصدت اللجنة المركز الثاني في مسابقة "الفن من النفايات" التابعة لمجموعة الإمارات للبيئة، كما تعاون أعضاؤها مع الفنان الفرنسي جيروم توكير لتصميم منحوتة مصنوعة بالكامل من عبوات بلاستيكية معاد تدويرها، وهي الآن معروضة في مقر COP28 بدبي.

المجتمع شركاء في النجاح

تؤمن كارولينا بأن التفاعل المجتمعي الناجح يبدأ من تقدير آراء أولياء الأمور. فتقول: "أي ملاحظة هي ملاحظة مفيدة"، وتشجع على التعامل مع أولياء الأمور كشركاء حقيقيين في عملية التعليم. ويتطلب هذا الشفافية في التواصل وخلق فرص لهم للمشاركة في القرارات المتعلقة بتعليم أبنائهم.

ولتمكين هذا النهج، أنشأت المدرسة مجلس أولياء الأمور الذي يتابع تقدم الطلاب ورفاههم وبعض الجوانب الإدارية. كما يوجد ممثل لأولياء الأمور في كل صف، يساعد على ضمان التواصل المستمر بين المدرسة والأسر. وأطلقت المدرسة أيضًا "رزنامة مشاركة أولياء الأمور" التي تتضمن ورش عمل وفرص تطوع وفعاليات مجتمعية، لتعزيز شعور أولياء الأمور بالترابط والانتماء.

ما الذي يأتي بعد ذلك؟

تفخر كارولينا بما حققته مدرسة الحمراء خلال السنوات الخمس الماضية، وهي متحمسة لما سيأتي. وكجزء من خطتها طويلة المدى، تعمل المدرسة على مشروع توسعة سيضاعف القدرة الاستيعابية لتصل إلى 1500 طالب، مع إضافة الصفوف العليا خلال السنوات الثلاث القادمة.

وتقول كارولينا: "أرغب في أن أكون في مكان يمكنني فيه صنع تأثير مستدام". وقد لاقى فوز المدرسة اهتمامًا من قادة تعليم آخرين، حيث تواصل معها أحد مديري المدارس الخاصة ليتعرف أكثر على نهج المدرسة في النجاح. وكانت كارولينا سعيدة بمشاركة خبراتها، مؤكدة أن "طريقتنا ليست الطريقة الوحيدة، ويمكن أن نستفيد جميعًا من التعاون"، مشيرة إلى أن التقدم في التعليم يصبح أسرع عندما تتبادل المدارس المعرفة والخبرات.