نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في المرونة في التعليم. خلال جائحة كورونا، أُجبرت العديد من المهن بما في ذلك التدريس، على الاستجابة لمتطلبات العمل وضغوطات العمل غير المتوقعة وغير القابلة للإدارة. منذ ظهور جائحة كورونا، أظهرت مجموعة سريعة النمو من الأبحاث ارتفاعًا غير مسبوق في التوتر والإرهاق الملحوظ لدى المعلمين في جميع أنحاء العالم. استجابةً لذلك، تحولت العديد من المنظمات التعليمية على مستوى العالم لمناقشة دور المرونة وتنفيذ برامج بناء القدرة على الصمود. ومع ذلك، غالبًا ما تركز هذه البرامج على تطوير قدرات المعلمين على استيعاب هذه الظروف السلبية التي لا مثيل لها. تتجاهل الأساليب المحدودة لمساعدة المعلمين على بناء المرونة أي مسؤولية تقع على بيئة مكان العمل، وتحويل المسؤولية إلى قدرات المعلمين. استكشف بحثنا أيضًا المرونة في البيئات التعليمية وأظهر تحولًا أوسع في كيفية تعاملنا مع الاعتماد المطلوب لدعم المعلمين.
التعليم أثناء جائحة كورونا
كان إغلاق المدارس في جميع أنحاء العالم في ربيع 2020 بسبب الوباء غير مسبوق. يمثل التحول من الفصول الدراسية وجهًا لوجه إلى التعلم عن بعد والتعلم عبر الإنترنت بسبب إغلاق المدارس تهديدًا كبيرًا لرفاهية المعلمين والطلاب، نظرًا لمدة الوباء وشدته. تشير البيانات الحديثة إلى أن العديد من المعلمين في جميع أنحاء العالم يعتقدون أن الممارسات المدرسية لن تكون هي نفسها عند إعادة فتحها، مع ظهور المزيد من التدريس والتعلم عبر الإنترنت في المناهج الدراسية أكثر من ذي قبل. قد يكون المعلمون المغتربون، على وجه الخصوص، قد وجدوا أنفسهم أكثر ضعفاً في أعقاب الوباء، فضلاً عن كونهم بعيدين عن عائلاتهم، فقد واجهوا مطالب عمل متزايدة واحتمال انعدام الأمن في الدخل. على هذا النحو، لم تكن دولة الإمارات محصنة ضد هذه الاضطرابات والتأثيرات الناجمة عن كوفيد-١٩. مع عودة معظم المدارس بالكامل إلى التعليم الشخصي اعتبارًا من سبتمبر 2021، أصبح من الواضح أن تعطيل التعليم تسبب في انتكاسة لتعلم العديد من الأطفال. الآن، مع وجود الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين عما قبل الوباء، قد يشعر العديد من المعلمين بالضغط من سلطات التعليم لسد الفجوة مع معايير المستوى العمري لما قبل الجائحة. على الرغم من أن تأثير الوباء قد يكون بطيئًا، إلا أن المعلمين ما زالوا يلعبون دورًا في اللحاق بالركب، وقد يؤثر ذلك على رفاهيتهم.
مرونة المعلمين المغتربين خلال الجائحة
تشير البيانات المأخوذة من أكثر من 700 معلم أجنبي في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن بيئة مكان العمل الداعمة أثرت على قدرة المعلمين على ممارسة المرونة في جميع الفترات خلال الوباء. يتبع هذا البحث انتقال المعلمين إلى التعليم الشخصي بدءًا من مايو 2021 (غالبًا عبر الإنترنت)، وحتى نوفمبر 2021 (71٪ شخصيًا بالكامل) ومايو 2022 (84٪ شخصيًا بالكامل). على الرغم من أن المعلمين العائدين إلى التعليم كان يُنظر إليهم على أنه تقدم إيجابي، إلا أن مستويات الإرهاق والتوتر التي يتصورها المعلمون زادت بغض النظر عن تبديد الخوف والضيق بسبب كوفيد-١٩. وخضعت مجموعة أخرى مؤلفة من 49 معلمًا لاختبارات فسيولوجية لإبلاغ أفضل عما إذا كانت الأعباء الإضافية من التعليم المعطل قد "تلاشت" مع استمرار الجائحة. أشارت نتائج الدراسة إلى أنه على الرغم من أن التعليم بدا في الغالب "عاد إلى طبيعته" إلا أن الطلب على المعلمين لم ينحسر. تشير مستويات الكورتيزول ومقاييس تقلب معدل ضربات القلب إلى أن هناك تأثيرًا طويل الأمد لتأثيرات جائحة كوفيد-١٩ المتمثل في الإجهاد للمعلمين المغتربين. على الرغم من أن هذه المؤشرات الحيوية المرتفعة يمكن اعتبارها متكيفة من الناحية الفسيولوجية لتحسين الأداء تحت الضغط، إلا أنها يمكن أن تسبب مخاطر طويلة الأمد لنتائج الصحة العقلية مثل الإرهاق والقلق والاكتئاب بالإضافة إلى مشكلات الصحة الفسيولوجية مثل أمراض القلب.
تطوير بيئة مرنة في العمل
قد تقربنا المصاعب من بعضنا البعض وتجعلنا أقوى، لكن الأدلة تشير إلى أن المعلمين المغتربين لا يزالون عرضة للخطر بسبب الصعوبات المستمرة التي يسببها الوباء. ومع ذلك، فإن فرصة النمو والتعلم من هذا الوقت غير المسبوق يمكن أن تقدم معلومات أفضل لصانعي السياسات والقادة التربويين. هذه الرسالة هي: بيئة مكان العمل مهمة!
في دراستنا، تم ربط المستويات الأعلى من مرونة المعلمين وثقتهم، وانخفاض مستويات الإرهاق ببيئة العمل حيث: 1. كان يُنظر إلى القادة التنظيميين على أنهم أسهل في التحدث إليهم؛ 2. غالبًا ما يتم الاعتراف بالجهد و3. يشعر الموظفون بالمعاملة على قدم المساواة. هذا يدل على أن المعلمين يمكن أن يزدهروا في بيئة مليئة بالتحديات ولكن داعمة. إذا كان هناك الكثير من التحديات ولم يكن هناك دعم كافٍ، فإن البيئة القاسية ستؤدي إلى الإرهاق. على العكس من ذلك، إذا كان هناك الكثير من الدعم ولم يكن هناك تحدٍ كافٍ، فإن البيئة المريحة قد لا تعزز المرونة أو الأداء.
إرشادات لتطوير بيئة مرنة:
الخاتمة
في حين أنه من المهم للمعلمين أن يفعلوا ما في وسعهم لحماية أنفسهم من متطلبات الوظيفة، فإن بيئة مكان العمل الداعمة كانت أساسية لممارسة المرونة أثناء الوباء. الآن، بينما ننتقل إلى الحياة بعد الوباء، يصبح الأمر أكثر أهمية، لتجنب الإرهاق وتطوير المرونة في الفرق التعليمية على الصعيد الوطني.
الدكتور كريستوفر بريان أستاذ مساعد في علم النفس في الجامعة الأمريكية في الشارقة. حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة ليمريك بأيرلندا. عمل مؤخراً كباحث ما بعد الدكتوراه مع الدكتور أنتجي فون سوشودوليتز في مختبر التدريس والتعلم والتطوير في جامعة نيويورك أبوظبي.