المدونات والبودكاست

الحوار الشامل ينمي السياسات والممارسات الشاملة لأصحاب الهمم

Written by عايدة مهاجري | أغسطس 28,2019

 

"أنصت، أنصت فحسب"، هذا ما قالته فاطمة الجاسم وهي تحث أفراد المجتمع على الإنصات إلى أصوات الطلبة من ذوي الهمم وتضمين أصواتهم ضمن حلقة نقاشية مؤخراً في الجامعة الأمريكية في دبي. وبينما يتوجه نظام التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة من نظام الفصل إلى نظام الدمج، ويتجه نحو الشمول، فإن الأخذ بنصيحة فاطمة قد يضمن إعطاء الأولوية لعنوان الشمولية بحد ذاته، وتضمين مواضيعه لفهمٍ أفضل حول الاحتياجات المتطورة وتنفيذ تشكيلات ممارسات وسياسات فعالة.

مع إعلان عام 2019 كعام التسامح من قِبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، تستمر دولة الإمارات العربية المتحدة في تركيزها على المبادرات التي تعزز التعايش والاحترام والتعاطف كمزايا رئيسية للمجتمع. إن مهمة الرؤية: "مدرسة للجميع" والتي تتزامن مع الأولومبياد الخاص الألعاب العالمية لعام 2019، مهمتها هي تقديم نظرة حية حول التسامح وما يحتويه من مختلف القدرات الجسدية والسلوكية والفكرية ضمن النطاق والمحادثة.

قامت فاطمة مع محاورين اثنين آخرين بمشاركة منظورها حول الوضع الحالي للشمولية في دولة الإمارات العربية المتحدة لمجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة المعروف بأصحاب الهمم. تم عقد الجلسة النقاشية "وجهات نظر حول التعليم الشمولي" في الجامعة الأمريكية في دبي، وتضمنت اثنين من أصحاب الهمم: فاطمة الجاسم، الأصغر سناً ضمن أعضاء المجلس الاستشاري لتفويض أصحاب الهمم، وشيخة القاسمي طالبة في جامعة زايد، وهي حاملة شعلة الألعاب الأولومبية الخاصة، ورياضية في فنون القتال، ومحامية دولية في الشمولية.

حالة الشمولية حول العالم

بصفتهم الأكثر أقلية في العالم، تختلف احتياجات أصحاب الهمم. تشجيع أصحاب الهمم على مشاركة احتياجاتهم الشخصية يعزز التوجه الثابت نحو مجتمع شمولي، وينمي التعاطف، وفي النهاية يشمل ويستثمر في أصحاب الهمم كخبراء وقادة لهم الأحقية في مختلف الميادين، حيث أن استبعاد شمولهم ينتج عنه بيئة تفتقر للتنظيم والموقفية والاتصال. وكونهم يقضون معدل 11.5% من حياتهم مع إعاقة، فإن هذه التعزيزات ستفيدهم حتماً وتؤكد شيخة "إذا لم تتعلم وتساعدنا في أن نكون جزءاً من الشمولية، إذاً كيف لنا أن نكون جزءاً منه...لا نستطيع تغيير ما نحن عليه... جميعنا متساوون".

الوضع الحالي للبحوث وأفضل الممارسات حول العالم يتبع مؤتمر الأمم المتحدة لعام 2006 حول حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. وضعت الرؤية الرابعة القادمة لعام 2030 للأمم المتحدة 17 خطة دولية تحويلية لتعزيز حالة الشمولية. ومن أهم هذه الخطط هي الخطة الرابعة التي تضمن التعليم المتساوي، والخطة الثامنة التي تعزز فرص سوق العمل، والخطة العاشرة التي تعزز الشمولية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والخطة الحادي عشرلإنشاء مساحات عامة مستدامة ومتاحة عالمياً، والخطة السابع عشر لإعطاء أولوية جمع البيانات وأهداف التنمية المستدامة. عند اندماج الخطط، تسعى الأجندة إلى تنمية ودعم تفاعلات ذات معنى لأصحاب الهمم وما يحيط بهم.

حالة الشمولية لأصحاب الهمم في الفرص التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة

إن زيادة الوعي وتدريب المعلمين وتهيئة المصادر هي من العوامل التي تعزز تطوير الشمولية ضمن نظام التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة. على سبيل المثال: تطبيق البيئة الأقل تقييداً في بعض المدارس، وهي نظرية تعليم تحافظ على أقصى وقت ممكن للتعلم في إعداد التعليم العام مع النظراء، يساهم في نمو جميع الطلبة. إن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لشمول أصحاب الهمم في نظام التعليم العام يؤدي إلى قصص نجاح كفاطمة وشيخة، اللواتي مهدن الطريق للطلبة الآخرين بمختلف الاحتياجات.

رحلة فاطمة كطالبة والعوائق التي واجهتها ألهمتها لتصبح أول إماراتية معتمدة دولياً في مجال إمكانية الوصول المهني لأصحاب الهمم. فاطمة متطوعة الآن كاستشارية لتأكيد إمكانية الوصول للمساحات العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع علمها وخبرتها التامة بجميع الاحتياجات المطلوبة. تقول فاطمة: "عندما كنت طالبة في الصف الأول، لم تكن هناك مقاييس لإمكانية الوصول الجسدي في دولة الإمارات العربية المتحدة"، وأضافات بأنه مع إصدار القانون الاتحادي رقم 29 لعام 2006، هناك تحولات مستمرة ضمن المدارس الخاصة والحكومية التي تقدم إمكانية الوصول الجسدي إلى مباني المدرسة والمرافق لأصحاب الهمم.

تعقد فاطمة أيضاً تدريبات ضمن دول مجلس التعاون الخليجي بما في ذلك تدريبها السنوي حول "دعم أصحاب الهمم" في دولة الإمارات العربية المتحدة. نجاح فاطمة في الشمولية في مجال العلم ساهم بشكل إيجابي في اقتصاد ومعرفة المنطقة، بينما يوجه في الوقت ذاته العقول إلى قدرات أصحاب الهمم. كم تساهم أولوية الاقتران مع الاتجاهات الشمولية كما هو الحال في نجاح فاطمة في مشاركة أصحاب الهمم الآخرين في رحلة الشمولية أيضاً، واستكمال أهداف التنمية المستدامة، والأهم من ذلك هو التأكيد على أن بإمكان الجميع عيش حياة متنوعة وذات معنى.

تدعم المدارس والمرافق الشاملة ذات الموارد المناسبة الطلبة بمختلف القدرات ونظرائهم لتحدي الأفكار النمطية الضارة خلال صغر السن. أما شيخة، طالبة في جامعة زايد، فإن المساعدة الصارمة من عائلتها ومعلميها لها قد منحتها القوة في أن تنتصر على حالات التنمر، مما سمح لها بالتخرج من مدرسة تعليم عام. وهي أكدت قدراتها كطالبة في جميع المراحل، كما أنها قريباً ستصبح خرّيجة من الجامعة.

المحاورة الثالثة، منى خريص، وهي مدير التعليم والتعلم والتقييم لدى المدرسة الأكاديمية الدولية في دبي، ناقشت كيف تحولت أفكارها كتربوية عندما دخل طالب يعاني من عسر القراءة صفها. وقالت: "لم أكن أعلم ما هو عسر القراءة ومن هم طلاب أصحاب الهمم". بحثت منى في مواردها لتتطور كتربوية، وساعدها ذلك في أن تعطي الأولوية لوجهات نظر قانونية وجديدة لضمان أفضل الممارسات وسياسات فاعلة في صفها الدراسي، وكذلك مع نظرائها.

إعطاء الفرصة لأصوات أصحاب الهمم ضمن موضوع الشمولية لا يزال أمراً مهماً ومستعجلاً. ولنظام تعليم شامل، وبالتالي مجتمع شامل، يجب أن تحتوي تصورات وخطط تنفيذ السياسات والممارسات على الروح الشاملة. قصص نجاح هؤلاء المؤيدين ضمن التعليم العام تتحدى الأفكار النمطية والمفاهيم السلبية للتعميم، بينما تساهم صعوباتها في التشجيع على الدعم والتنمية الستمرة لمجتمع شامل. من خلال إعطاء مساحة لأصحاب الهمم، تزدهر تلك الأصوات وتعمل كمؤيدات شخصية وتدعم الأجيال المستقبلية.