يكون الحافزعند تعلم لغة أجنبية أمر بالغ الأهمية، ومع ذلك، تختلف العوامل التحفيزية اختلافًا كبيرًا بالنسبة للمتعلمين الراغبين في تعلم لغة المدرسة والمتعلمين الذين يتعلمون لغة لأسباب غير إلزامية، مثل الاندماج في المجتمع (كما هو موضح في نظرية حافز جاردنر). على الرغم من تدريس اللغة العربية كلغة ثانية إلزامية لغير الناطقين بها في المدارس إبتداءً من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، وعلى الرغم من كونهم محاطين بمجتمع كبير يتحدث باللغة العربية، إلا أن الأطفال المغتربين في الإمارات العربية المتحدة غالبًا ما يكون لديهم تفاعل ضعيف مع اللغة العربية. يعتبر الفهم والإنتاجية واكتساب مهارات اللغة بين متعلمي اللغة العربية في المدارس الحكومية والخاصة في الإمارات العربية المتحدة دون المعايير المطلوبة، ولا يوجد اختبار معياري لتقييم مهارات اللغة العربية بين متعلميها الغير ناطقين بها في الدولة.
على النحو التقليدي، ركّزت الدراسات في علم اللغة التطبيقي على تحفيز متعلمي اللغة الإنجليزية، مما أدى إلى حدوث نتيجة منخفضة للغات الأخرى. يجب إعطاء الأولوية للبحث في حافز تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها في دولة الإمارات العربية المتحدة والنظر إلى:
يزداد التناقض في مواقف أولياء الأمور تجاه اللغة العربية تعقيدًا بسبب تناقض ممارسات تعلم اللغة العربية في مناطق مختلفة من العالم، متأثرًا بشكل أساسي بالممارسات التقليدية التي لاحظها سليم. وتقول إن "... العديد من المسلمين اليوم غير الناطقين باللغة العربية قد نقلوا الغرض من اللغة العربية إلى الدراسات الدينية المتقدمة." في نيجيريا،على سبيل المثال، غالبًا ما يتم التعرف على اللغة العربية كلغة يجب دراستها من أجل المعرفة الدينية فقط، بينما تحظى اللغات الأخرى مثل اللغة الفرنسية والإنجليزية دعمًا أقوى للأعمال التجارية والحياة اليومية. يدعو هذا التناقض إلى مزيد من الدراسة المتأنية للممارسات الدينية والعلمانية في سياق تعلم اللغة العربية.
تنص استراتيجية وزارة التربية والتعليم لعام 2020 – 2021 على تحسين "مناهج اللغة العربية لزيادة كفاءة الطلبة" وهي أحد مبادرات التنفيذ الأساسية. تخضع المدارس لتقييم دقيق وذلك لتقييم جودة تدريس اللغة العربية، من حيث تلبية متطلبات اللغويات ومع ذلك، غالبًا ما يكون من غير الواضح ما إذا كان التقييم يعمل بشكل فعّال وإذا كانت الاحتياجات التحفيزية والنفسية للأطفال لغير الناطقين باللغة العربية قد تم تلبيتها. علاوة على ذلك، في حين أن العديد من المبادرات في دولة الإمارات العربية المتحدة تهدف إلى دعم اللغة العربية وحمايتها، فإن الطلبة غير الناطقين باللغة العربية لديهم تفاعل ضئيل أو معدوم مع هذه الأحداث لأنها موجهة في الغالب نحو المتحدثين باللغة العربية. بالإضافة إلى ذلك، فإن موقف أولياء الأمور له تأثير مباشر على أداء الطفل. عند إجراء استبيان لأولياء الأمور المغتربين في الإمارات العربية المتحدة (أ)، وجد أن مؤشر اولياء الأمور تجاه اللغة العربية قويًا نحو كيفية إدراك الطفل للغة. غالبًا ما يعني أولياء الأمور الذين لا يهتمون بتعلم اللغة العربية بأنفسهم، أو مساعدة أطفالهم على التعلم، أن لدى الطالب دافعًا منخفضًا لتعلم اللغة.
يقدم هذا البحث طريقة جديدة لفهم الحافز في سياق تعلم اللغة العربية في الإمارات العربية المتحدة. وتدعو أنظمة التعليم إلى نشر الوعي بين أولياء أمور متعلمي اللغة العربية إلى تشجيع الموقف الإيجابي تجاه تعلم اللغة العربية. كما تشجع صانعي السياسات على تقييم كيفية غرس الذكريات والتجارب الإيجابية المتعلقة باللغة العربية بين غير الناطقين بها في الإمارات العربية المتحدة. يمكن تحقيق ذلك من خلال ورش العمل المدرسية، والفعاليات المجتمعية، والحصول إلى دروس اللغة العربية منخفضة التكلفة للطلبة وأولياء الأمور. وهناك استراتيجية أخرى محتملة ألا وهي تشجيع متعلمي اللغة العربية الشباب من خلال توفير يعض الحوافز مثل التدريب وفرص التمويل إرتكازاً على إتقان العمل في اللغة العربية. ستعمل هذه السياسات التعليمية والعامة على زيادة الحافز لتعلم اللغة العربية والمساهمة في الجهود المستمرة لتعزيز دور اللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
من الأهمية أن تتخذ دولة الإمارات العربية المتحدة إجراءات لزيادة جودة التعامل مع اللغة العربية لدى سكانها الغير ناطقين بها، ولا سيما الأطفال المغتربين، وذلك بهدف حماية تراثها وبناء شعب متماسك ومتسامح.
(أ) صديقي، ج. (2019). مخطوطة كتابية غير منشورة بعنوان "استكشاف العوامل المؤثرة في تحفيز وإتقان اللغة بين غير الناطقين باللغة العربية"، جامعة كارلتون.