المدونات والبودكاست

pattern@2x

أربع طرق لتحسين تنفيذ سياسة التعليم ثنائي اللغة في دولة الإمارات العربية المتحدة

استثمرت دولة الإمارات العربية المتحدة بكثافة في تطوير نظام تعليمي من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر، وذلك لصنع طلبة يتقنون اللغتين العربية والإنجليزية. شهدت هذه السياسات ثنائية اللغة - بما في ذلك برنامج مدارس الغد ونموذج المدرسة الجديدة في أبو ظبي - مستويات متفاوتة من النجاح. بالنظر إلى أن نتائج التعلم الراكدة في اللغة الإنجليزية لها آثار سلبية على قدرة الطلبة الإماراتيين على الوصول إلى كل من التوظيف والتعليم العالي الممول من الحكومة، فإن تحديد كيفية تحسين تنفيذ سياسة التعليم ثنائي اللغة سيساعد في تعزيز النتائج الأكاديمية والمهنية للطلبة.

في ربيع عام 2020، أجريت بحثًا حول كيفية تنفيذ سياسة التعليم ثنائي اللغة في المدارس الحكومية في رأس الخيمة، مع التركيز على العوائق التي يواجهها المعلمون في تدريس المواد العلمية في الصفوف من العاشر إلى الثاني عشر من خلال تعليم اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط . حدّد البحث أربع طرق رئيسية يمكن من خلالها تحسين تنفيذ سياسة التعليم ثنائي اللغة:

  1. تقديم دعم مكثف للطلبة أثناء الانتقال إلى تعليم اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط

بينما تطبق إمارة أبوظبي نظام تعليم اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط في المواد التقنية في مرحلة الصفوف 1 – 3، حيث تطبّق إمارة رأس الخيمة نفس النظام التعليمي في المواد التقنية في مرحلة لاحقة من نظام التعليم. يؤثر هذا النموذج المتأخرعلى الدعم الذي يحتاجه الطلبة عند الانتقال من تعليم اللغة العربية إلى تعليم اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط.

على سبيل المثال، أفاد العديد من المعلمين أن حاجة الطلبة إلى تعلم المصطلحات العلمية المعقدة في اللغة الإنجليزية تنطوي على إمكانية تقويض فهم الطلبة للمفاهيم العلمية. يحتاج صانعي السياسات إلى النظر في السبل التي يمكن من خلالها تسهيل هذا الانتقال. يمكن أن يكون أحد الأمثلة دمج المفردات العلمية في مناهج اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية في مرحلة مبكرة من نظام التعليم. يمكن أيضًا تشجيع معلمي اللغة الانجليزية على استخدام اللغة العربية في الفصل الدراسي عندما يكون ذلك ضروريًا لفهم الطلبة. يعد هذا الدعم أمرًا بالغ الأهمية للطلبة ذوي الأداء الأكاديمي الأضعف والذين قد يجدون الانتقال أكثر صعوبة.

  1. مراجعة عملية توظيف المعلمين

وجد البحث أن التركيز على توظيف معلمين يتحدثون باللغة الإنجليزية - في الحالات التي يكون لديهم فيها خبرة تعليمية محدودة، أو مؤهلاتهم، أو كليهما - من غير المرجح أن يرفع من نتائج تعلم الطلبة على المدى الطويل. يجب إعطاء الأولوية للمرشحين الذين لديهم خبرة تعليمية سابقة، لا سيما في تدريس الطلبة الذين لغتهم الأولى ليست الإنجليزية.

أفاد المعلمين ثنائيي اللغة الذين تمت مقابلتهم كجزء من البحث أنهم نجحوا في الاستفادة من ثنائية اللغة لدعم انتقال الطلبة من تعليم اللغة العربية المتوسط إلى اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط. لذلك، يجب إعطاء الأولوية في التوظيف للمعلمين ثنائيي اللغة (الإنجليزية والعربية)، بغض النظر عما إذا كانت اللغة الإنجليزية هي لغتهم الأولى، خاصة وأن السياسة تتوسع لتشمل الطلبة الأقل قدرة والذين سيكون الانتقال إلى أكثر صعوبة. عندما يتم تجنيد متحدثين أصليين للغة الإنجليزية ، فإن التدريب الأساسي للغة العربية يمكن أن يمكّنهم من دعم الانتقال إلى اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط بشكل أفضل.

  1. تحديث التطوير المهني ليعكس احتياجات السياسة ثنائية اللغة

أفاد معلمي تعليم اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط الذين تمت مقابلتهم في هذه الدراسة أنهم تلقوا تطويرًا مهنيًا عالي التكرار ولكنه متباين في فعاليته في دعمهم لتقديم تعليم اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط. بناءً على ملاحظاتهم، هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يعكس بها التطوير المهني المقدم لمعلمي احتياجات السياسة ثنائية اللغة بشكل أفضل.

أولاً، يجب أن يتضمن التدريب المقدم للمعلمين الأجانب عند وصولهم إلى الإمارات العربية المتحدة تركيزًا أكبر على الآثار التربوية للاختلافات الثقافية والاستعداد للتحديات الخاصة بالسياق التي من المحتمل أن يواجهها المعلمون. ثانيًا، سيستفيد التطوير المهني المستمر من التركيز بشكل أكبر على الاحتياجات الخاصة لبيئات اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط، بما في ذلك التدريب على الاستخدام المناسب للثنائية اللغوية لدعم اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط. من غير المحتمل أن يؤثر الاعتماد على ورش العمل والندوات على تغيير السلوك. في المقابل، من المرجح أن يكون النموذج المختلط الذي يجمع بين هذه الأساليب وأشكال أكثر استمرارًا ومضمنة مثل التوجيه والتدريب ومجتمعات التعلم المهنية أكثر نجاحًا.

  1. تزويد المعلمين بدعم إضافي لمعالجة الحواجز الأوسع نطاقاً التي تحول دون تنفيذ السياسة

لا يمكن فصل تنفيذ سياسة معينة عن البيئة التعليمية الأوسع التي توجد فيها. التنفيذ الناجح لا يعتمد فقط على التصميم السليم للسياسة نفسها ولكن على النظر في الحواجز الأوسع نطاقا.

في حالة سياسة التعليم ثنائي اللغة في رأس الخيمة، كان هذا واضحًا في العديد من الأفراد الذين تمت مقابلتهم وذكروا أن سوء سلوك الطلبة - خاصة في مدارس الأولاد - جعل تنفيذ السياسة أمرًا صعبًا.

لمعالجة هذه المشكلة، قد يستفيد معلمي اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط من الدعم الإضافي لمعالجة المشكلات السلوكية للطلاب. يمكن أن يأخذ هذا الدعم شكل التطوير المهني المتعلق بإدارة الفصل الدراسي، ولكن يجب أن يشمل أيضًا تعزيز البيئة المدرسية التي يعتبر فيها سلوك الطالب السيئ مشكلة هيكلية بدلاً من فشل المعلمين بشكل فردي. بالإضافة إلى تحسين بيئات التعلم اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط، فإن تحسين السلوك في مدارس الطلبة الذكور سيساعد في معالجة فجوة التحصيل بين الجنسين المستمرة في الإمارات العربية المتحدة.

لن يظهر التأثير الكامل لإدخال اللغة الإنجليزية ذات المستوى المتوسط في الموضوعات العلمية لبعض الوقتت. ومع ذلك، ذكر المعلمين الذين تمت مقابلتهم في هذه الدراسة باستمرار أن مهارات الطلبة في اللغة الإنجليزية تتحسن بسرعة بسبب السياسة. من خلال ترجمة ملاحظات المعلمين حول العوائق التي يواجهونها في الفصل الدراسي إلى تعديلات للسياسات، يمكن زيادة هذه المكاسب واستدامتها بحيث يترك الشباب المدرسة يتقنون ويثقون في كل من اللغة الإنجليزية والعلوم.

 

أليكسندرا هول-تشن هي مستشارة سياسة التعليم في اتحاد الصناعات البريطاني وحاصلة على منحة علماء جامعة أكسفورد التابعة لمؤسسة القاسمي. لمعرفة المزيد، اطلع على ورقة السياسة الخاصة بها.



محتوى ذو صلة