"عليك أن تغادر مدينة راحتك وتذهب إلى برية حدسك.
ما ستكتشفه سيكون رائعًا.
ما ستكتشفه هو نفسك."
- آلان ألدا
دقت هذه الكلمات في أذني عندما شرعت في برنامج الإقامة الفنية. كانت محاطة بالطبيعة والحرية، مما سمح لي بالتركيز على ممارستي الفنية. لقد رأيت الإقامة كفرصة لتوسيع حدودي، وتجربة شيء جديد، وتحدي نفسي بطرق لم أفعلها من قبل.
عندما وصلت، كان جمال المناطق المحيطة يخطف الأنفاس. امتدت الشواطئ والجبال وأشجار المانغروف على مد البصر. قضيت الأسابيع القليلة الأولى في استكشاف المناظر الطبيعية، وزيارة أماكن مثل الفلية وقلعة ضاية والمتاحف والجزيرة الحمراء. قمت برسم ودراسة الملمس والأنماط الطبيعية والاصطناعية أثناء تسجيل ملاحظاتي من خلال الصور. سمحت لنفسي بامتصاص ما يحيط به، واحتضان الترحيب والدفء من الناس والأرض.
عندما استقريت في بيئتي الجديدة، بدأت أشعر بإحساس بالهدوء والتركيز والتصميم لم أختبره من قبل. كجزء من اختياري كفنان مقيم في مؤسسة القاسمي، تم تكليفي بإنشاء مشروع فني توج تجربتي وتعبيري عن رأس الخيمة. كنت أعلم أنني أردت إنشاء شيء بالورق يعكس طبيعته وتراثه، لكنني أردت أيضًا أن أخرج نفسي من منطقة الراحة والحدود الخاصة بي. لذلك، قررت تجربة تقنية جديدة تسمى صناعة الورق لتطوير مهاراتي الفنية الورقية الحالية. كما أنني تبنيت فكرة طموحة وتحديت نفسي لإنشاء أكبر تركيب في مسيرتي المهنية.
أنشأت استوديو صغير لصناعة الورق في مكان سكني المقدم من مؤسسة القاسمي. أكملت معظم أعمال التقطيع هناك حيث جمعت العديد من النباتات والخضروات من جميع أنحاء رأس الخيمة وقضيت أمسياتي في تجربة ألياف وأنسجة وألوان مختلفة. لقد اندهشت من النتائج. بدأت في صنع ورق أولي بالخضروات مثل الجزر والشمندر، وتقدمت تدريجيًا في صناعة الورق المصنوع يدويًا من النباتات والخضروات مثل الخرشوف وسوسبيريا والجوت واليوكا. بدأت أيضًا في تجربة القوام وإضافة مواد مرجانية إلى الورق. لقد تعلمت مهارة جديدة أثناء القيام بذلك وأصبحت أكثر وعيًا بالنباتات والطبيعة المحيطة بي. بدأت أرى طبيعة رأس الخيمة بشكل مختلف حيث لاحظت القوام والمرونة والأشكال التي أغفلتها سابقًا.
بالإضافة إلى ممارستي الفنية، أتيحت لي العديد من الفرص للتفاعل مع المجتمع الأكبر في رأس الخيمة، مما ساعدني على توسيع معرفتي. لقد تواصلت مع المبدعين المحليين، وحضرت المحاضرات والمعارض، وعقدت ورشة عمل في كليات التقنية العليا. قمت بتدريس طلاب التعليم العالي حول فن تقطيع الورق، وقدمت ورشة عمل للنزلاء في سجن محلي. كان العمل مع هذه الفئة الضعيفة من السكان تجربة قوية وفريدة من نوعها حيث سمح للإبداع الجماعي بالازدهار في مكان ضيق. كانت مشاهدة الفن المثير للتفكير الذي ابتكره النزلاء الذين عبروا عن رغباتهم وآمالهم وثقافتهم أمرًا مدهشًا.
عندما أفكر في هذه التجربة كفنان مقيم، أدرك تأثير الدعم القيم الذي قدمه الفريق بأكمله في مؤسسة القاسمي. لقد منحتني هذه التجربة مساحة ووقتًا سمحت لي بالتعمق في ممارستي وتطوير مهاراتي الفنية حقًا. لقد سمح لي بالتركيز على عملي باهتمام كامل ودون القلق بشأن القيود المالية أو اللوجستية. د. ناتاشا ريدج والسيد سقراط بن بشر أشكركم بخالص الشكر على دعمكم وتوجيهكم.
مع انتهاء إقامتي، أشعر بالحزن والامتنان. من المحزن أن تركت المكان الجميل لرأس الخيمة وعائلة القاسمي، التي أصبحت عزيزة جدًا علي، ولكنها أيضًا ممتنة لإتاحة الفرصة لها للنمو مهنيًا وشخصيًا. أنظر إلى الوراء بكل فخر وسعادة للتجارب التي دفعتني لتوسيع حدودي، وتجربة أشياء وأفكار جديدة، والمخاطرة، وأن أكون أكثر ثقة في نفسي وفني. قدّمت العمل الفني "آثار أقدام" في مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية 2023. لقد مثل الاحتفال بالعلاقة بين الطبيعة والبشرية. ألهمت هذه العلاقة إبداعي في صنع فستان مصنوع من الورق اليدوي كإضافة إلى معرضي. كما هو موضح في الصورة أدناه، ارتديته خلال ليلة الافتتاح حيث شاركت إلهام قطعة فنية لصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، حاكم رأس الخيمة.
كانت إقامتي عبارة عن تجربة تحويلية ومجزية. أشجع جميع الفنانين على التفكير في التقدم بطلب للحصول على منحة الفنان المقيم في مؤسسة القاسمي والاستفادة من الفرص الفريدة التي توفرها الإقامات. قد تكتشف أنه يمكنك أن تنمو بطرق لم تتخيلها من قبل وأن تنقل ممارساتك الفنية إلى آفاق جديدة.
