المدونات والبودكاست

وفقًا لمقالة عن إحصائيات GLOBOCAN لحالات الإصابة بالسرطان ومعدلات الوفاة به عالميًا، "يعد سرطان عنق الرحم رابع أكثر أنواع السرطان تشخيصًا ورابع أكبر سبب للوفاة بالسرطان بين النساء" (ص 231، Sung et al., 2021). ينتج سرطان عنق الرحم عن نمو غير طبيعي للخلايا في بطانة عنق الرحم. الطريقتان الأكثر فعالية للوقاية من سرطان عنق الرحم هما التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) واختبارات الفحص العنقي. يمكن للاختبارات الدورية أن تساعد في اكتشاف السرطان قبل ظهور الأعراض، مما يسهل علاجه ويزيد من فرص البقاء على قيد الحياة. على الرغم من وجود برامج فحص ناجحة في الدول ذات الدخل المرتفع مثل الإمارات، إلا أن هناك تفاوتات بين بعض الفئات السكانية. على وجه التحديد، النساء من الخلفيات الاقتصادية الأدنى والمهاجرات المحددات كمجموعة فرعية ذات نسبة انتشار أقل للفحص العنقي.

وجدت دراستنا الأخيرة أن النساء الإماراتيات وغير الإماراتيات في رأس الخيمة لديهن أيضًا معدلات مشاركة منخفضة في اختبارات لطاخة عنق الرحم (38.3٪) واختبارات الفحص العنقي (29.7٪). في عام 2018، ذكرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالإمارات أن حوالي 50٪ من النساء في الفئة العمرية 25-64 شاركن في فحوصات سرطان عنق الرحم. ومع ذلك، تفاوتت نسبة المشاركة بشكل كبير عبر الإمارات المختلفة، تتراوح بين 16٪ و70٪.

تم تحديد العديد من العوائق التي تمنع وصول النساء إلى خدمات الفحص. العاملان الرئيسيان هما العوامل الفردية والعوامل المرتبطة بمقدمي الرعاية الصحية والأنظمة. على سبيل المثال، قلة المعرفة بسرطان عنق الرحم والفحوصات أو الشعور بالحرج حول الفحوصات هي عوامل فردية. قضايا مثل نقص الحساسية لدى الطبيب ومحدودية توافر المواعيد المحجوزة مسبقًا وساعات العيادة تعد من عوامل مقدمي الرعاية الصحية.

التدخلات الحالية

في الإمارات، تتوفر اختبارات لطاخة عنق الرحم ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري للنساء النشطات جنسياً. بالنسبة لاختبار لطاخة عنق الرحم، يُوصى بأن تُختبر النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و49 عامًا كل ثلاث سنوات والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و65 عامًا كل خمس سنوات. يتوفر لقاح HPV للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 13 و26 عامًا. على الرغم من توفرها، تبقى معدلات الفحص للسرطان في الإمارات منخفضة – 13.9٪ للماموغرام و28.0٪ لاختبار لطاخة عنق الرحم. لذلك، يتم مناقشة التوصيات المستقبلية أدناه.

التوصيات المستقبلية

استنادًا إلى نتائج دراستنا الأخيرة، يمكن تنفيذ عدة توصيات سياسية لتحسين معدلات الفحص لسرطان عنق الرحم بين النساء في رأس الخيمة.

1. زيادة الوعي بأهمية الفحص لسرطان عنق الرحم وطرق الوقاية منه. يجب على السلطات الصحية إجراء حملات توعية وتعليمية مستهدفة لتثقيف النساء حول أهمية الفحص لسرطان عنق الرحم، فوائد الفحص، وتكرار إجرائه، وأماكن توافر خدمات الفحص. يمكن لحكومة الإمارات والمنظمات غير الربحية العمل معًا لإنشاء فعاليات تقدم فحوصات صحية وأنشطة اجتماعية.
   
   
2. معالجة المفاهيم الخاطئة والحواجز الثقافية والدينية.
   
   يجب توفير برامج تعليمية شاملة لمعالجة بعض المفاهيم الخاطئة حول سرطان عنق الرحم. يجب أن تبرز هذه البرامج أن سرطان عنق الرحم يمكن أن يؤثر على أي شخص، بغض النظر عن النشاط الجنسي أو الشخصية الأخلاقية
   
   يجب أن يتلقى مقدمو الرعاية الصحية تدريبًا على الحساسية الثقافية لتقديم الرعاية التي تحترم المعتقدات الدينية والثقافية لمرضاهم. يمكن للحملات العامة التي تعرض قصص المهنيين في الرعاية الصحية أو الناجين أن تساعد في كسر الحواجز المحيطة بالعار والخوف المرتبطين بإجراءات الفحص.
   
   التفاعل المجتمعي مهم أيضًا في كسر الحواجز الثقافية. يجب أن يتعاون القادة المحليون والشخصيات الدينية ومقدمو الرعاية الصحية لتعزيز الوعي المجتمعي وتشجيع النساء على تقديم الأولوية لصحتهن.
   
   
3. استهداف النساء الإماراتيات من الخلفيات الاقتصادية المنخفضة والنساء الوافدات: تواجه هؤلاء النساء تحديات إضافية في الخضوع للفحص لسرطان عنق الرحم بسبب الحواجز اللغوية والثقافية. الإجراءات المستهدفة ضرورية لمعالجة هذه العقبات وتلبية احتياجاتهن الخاصة. علاوة على ذلك، سيعزز توافر الموارد بلغات متنوعة من معدلات المشاركة في الفحص.
   
   
4. توفير خدمات فحص منخفضة التكلفة وسهلة الوصول: يجب على الحكومات ضمان أن تكون خدمات الفحص لسرطان عنق الرحم منخفضة التكلفة ويسهل الوصول إليها لجميع النساء، بما في ذلك اللواتي من خلفيات ذات دخل منخفض، واللواتي يعشن في المناطق الريفية والنائية. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير خدمات الفحص المجانية أو بتكلفة منخفضة بالإضافة إلى إنشاء المزيد من مراكز الفحص الإقليمية أو توفير عيادات متنقلة يمكن أن تصل إلى النساء في المناطق النائية.
   
   تحتوي الإمارات على وحدات متخصصة محدودة وجراحين مدربين في علم الأورام النسائية، وبالتالي فإن الوصول إلى الخدمات محدود. لتحسين رعاية المرضى، يُوصى بزيادة الوحدات المتخصصة والتدريب
   
   
5. تقدم برنامج الفحص الوطني. يمكن لبرنامج الفحص الوطني أن يزيد من معدلات الفحص ويقلل من حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم. يمكن تحقيق تقدم في البرنامج الوطني للفحص من خلال تعزيز أنماط الحياة الصحية، وتشجيع الكشف المبكر، وضمان الوصول المتساوي إلى الخدمات الصحية. سيكون هذا النوع من البرامج فعالاً من حيث التكلفة على المدى الطويل لجميع سكان رأس الخيمة.

للختام، لابد من توفر استراتيجية متعددة المستويات لمكافحة سرطان عنق الرحم في رأس الخيمة والإمارات بشكل عام. يمكن تقليل تشخيص سرطان عنق الرحم من خلال رفع مستوى الوعي، وإزالة العقبات الثقافية، وتقديم برامج فحص يسهل الوصول إليها. يبقى الكشف المبكر أساسي في المعركة ضد سرطان عنق الرحم في رأس الخيمة وغيرها.

المصادر:

Sung, H., Ferlay, J., Siegel, R.L., Laversanne, M., Soerjomatarum, I., Jemal, A., & Bray, F. (2021). Global cancer statistics 2020: Globocan estimates of incidence and mortality worldwide for 36 cancers in 185 countries. CA Cancer Journal for Clinicians, 71(3), 209-249. https://doi.org/10.3322/caac.21660