المدونات والبودكاست

هل قمت يومًا بالتجديف عبر مانغروف الخور الدائم الخضار في رأس الخيمة أو استمتعت بمراقبة الطيور في حديقة المانغروف الوطنية في أبوظبي؟ إذا كنت قد فعلت ذلك، فقد قمت بتجربة الجمال الرائع والثراء البيئي لمانغروف الإمارات العربية المتحدة. هذه ليست مجرد أماكن جذابة للسياح البيئيين؛ إنها أيضًا ذهب الإمارات الأخضر وتلعب دورًا حاسمًا في التاريخ الثقافي للبلاد، واقتصادها، وصحتها البيئية.

الإمارات، بمناخها الجاف ودرجات حرارتها المرتفعة، هي موطن فخور لهذه المانغروف المرنة، النباتات الدائمة الخضار الطبيعية الوحيدة في المنطقة وتواجدها هنا يعود لآلاف السنين، موفرة بذلك الموارد من العصر الحجري إلى الحاضر. في يومنا هذا، تطور دور المانغروف. لم تعد مجرد مصدر لمواد البناء أو علف للإبل؛ بل ينظر إليها الآن كخطوط حياة بيئية، مقدمة بذلك أنشطة ترفيهية وتعمل كمصارف "كربون زرقاء" حاسمة تساعد على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

 تظهر أبحاثنا الأخيرة أنه على مدى العقد الماضي، توسعت مناطق المانغروف في الإمارات من 135 كم² في عام 2010 إلى 169 كم² في عام 2022. لقد ساهم مزيج من جهود الزراعية الناجحة، والتوسع الطبيعي، والتحول في التركيز الاجتماعي نحو الحفاظ على البيئة في هذا النمو. لكن مع استمرار تمدد البنية الحضرية في الإمارات، تزداد الضغوط على هذه النظم البيئية الفريدة، مما يجعل حمايتها مهمة حيوية.

 قد تتساءل الآن - كيف يمكننا مراقبة التغيرات في المانغروف بدقة؟ الإجابة تكمن في الأعلى - في الأقمار الصناعية! استخدمنا Google Earth Engine ونظام الأقمار الصناعية Landsat لرسم خريطة لتغيرات مانغروف الإمارات على مر الزمن. لا تقدم هذه الطريقة صورة شاملة لتوزيع المانغروف فحسب، بل تساعدنا أيضًا على تتبع توسعها أو تراجعها.

 لكن هناك مجال للتحسين. يمكن أن تعزز خرائط السواحل الأكثر تفصيلاً وبيانات الغطاء النباتي المتنوعة دقة هذه الخرائط. هناك أيضًا حاجة للرسم الخرائطي أكثر تواترًا وتحديثًا لمراقبة هذه المناظر الطبيعية الخضراء الثمينة عن كثب.

 نحن نؤمن بقوة المجتمع. يجب ألا تكون حماية المانغروف مهمة للباحثين أو صانعي السياسات وحدهم. نقترح نهج علم المواطن، حيث يمكن للجميع المساهمة في جمع البيانات. تخيل أن تسير على طول غابة المانغروف وهاتفك الذكي في يدك مسجلا بذلك مواقع المانغروف وغيرها من أغطية الأرض. ستكون هذه المعلومات التي تم جمعها موردًا لا يقدر بثمن لجهود رسم الخرائط لدينا. لمعرفة المزيد عن هذه التوصية ونطاق الدراسة البحثية بالكامل، يمكنك الوصول إلى ورقتنا السياسية، رسم خريطة نمو غابات المانغروف في دولة الإمارات العربية المتحدة من 2010 إلى 2020.

مصير الذهب الأخضر للإمارات معلق بين التطوير والحفاظ على البيئة. يجب أن نسعى لخلق مجتمع مطلع ومشارك يقدر هذه النظم البيئية ليس فقط لقيمتها الاقتصادية أو الترفيهية، ولكن لدورها الحيوي في الحفاظ على صحة كوكبنا. معًا، يمكننا ضمان مستقبل أخضر ومستدام أكثر للإمارات والمانغروف الخاص بها. لذا، في المرة القادمة التي تجدف فيها في حديقة المانغروف الوطنية، تذكر - أنت لا تتجول فقط في منظر طبيعي خلاب؛ بل أنت تتنقل بين شرايين الحياة الخضراء للإمارات.