نوفمبر 04,2021
ما يعتقده السكان الإماراتيون حول الشيخوخة ورعاية المسنين
إن القطاع السكاني في دولة الإمارات العربية المتحدة يُعتبر فتياً مقارنة بدولٍ أخرى أكثر تقدماً كالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة وأستراليا وكوريا الجنوبية أو ألمانيا بمعدل عمرٍ وسطي يُقدر بـ 32.6 سنة في عام .2020. 1 وإذا قمنا بالمقارنة ضمن العام نفسه فقد كان معدل العمر الوسطي في ألمانيا 45.7 سنة، وفي اليابان 48.4 سنة. بعد الحصول على هذه الإحصائيات السكانية (الديموغرافيات) تمّ توجيه السياسة العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة باتجاه التعرف على احتياجات الشباب، والأفراد العاملين بالعمر دون سن الـ 65 والذين يشكلون 98.7 % من تعداد السكان العام.
وللمضي قدماً قد أصبح موضوع رعاية المسنين أمراً جديراً بالاهتمام، ففي عام 2020 كان هناك نسبة ما يقارب 1.6 من الأشخاص الأكبر من 65عاماً والمعتمدين على 100 شخص بسن العمالة في دولة الإمارات العربية المتحدة. بيد أن هذا العدد وبحلول عام 2050 سيزداد إلى 18.5، أي بزيادة اثني عشر ضعفاً الأمر الذي سيخلق ضغوطات مالية واجتماعية وطبية على العائلات وعلى حكومة الإمارات سواء. ووفقاً لما سجلته الإحصائيات الرسمية من عام 2017 بأنه يوجد كحد أقصى 15000 إماراتياً فقط أكبر من عمر الـ 60، فإن التدابير الحالية من أجل رعاية المسنين في دولة الإمارات ما تزال محدودة. إذ بينما تمتلك بعض الإمارات مساكن محلية تقدّم من خلالها مجموعة من الخدمات للكبار من الإماراتيين، فإنه لا يوجد هناك سوى منشأتين سكنيتين لرعاية المسنين مكرّسة خصيصاً للمسنين. وبالتالي فإنّ الإماراتيين الكبار مجبرون - وعبر أرجاء الدولة كافة - الاعتماد على سلسلة خدمات محدودة تُزودها عادة المشافي المحلية بمساعدة بعض الطواقم الطبية المختصة.
من هنا نلاحظ بأنّ دولة الإمارات العربية المتحدة ليست مستعدة بعد لتلبية العدد الأكبر من كبار السن الذين سيتواجدون في المستقبل. فبالإضافة إلى نقص البنية التحتية الطبيعية، فإنه يوجد هناك تغييرات اجتماعية مستمرة وبالذات بالنسبة إلى رفض شكل العائلة الكبيرة الموسعة وزيادة الميل نحو العائلات الصغيرة المقتضبة. وهذا سيؤثر بالتالي على رعاية المسنين، حيث أنه يتم العناية بمعظمهم في البيوت ومن قبل عائلاتهم أو بمساعدة الخادمات.
لذلك فإن دولة الإمارات تحتاج للبحث والتخطيط لخلق نظام فعّال ومستدام لرعاية المسنين، ولذلك وفي ضوء النقص الحالي لمنشآت رعاية المسنين وقلة الأبحاث حول الشيخوخة في دولة الإمارات المتحدة فقد باشرت مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة هذه الدراسة. يعتمد تصميم هذه الدراسة بشكل كبير على دراسة أجرتها اللجنة الملكية للحكومة الأسترالية حول جودة رعاية المسنين وسلامتهم. وقد ركزت تلك الدراسة على المسائل الهامة لخدمات رعاية المسنين في أستراليا، بما في ذلك جودتها وتركيزها على الأشخاص بالإضافة لإيجاد أفضل طريقة لإيصال مثل هذه الخدمات لأكبر مدى من الأشخاص.