المدونات والبودكاست

pattern@2x

كيف من الممكن التهجئة بشكل دقيق في النص العربي؟ ابتكار من العالم الإسلامي

 

يجري الكثير من التفكير الإبداعي حول زيادة تأثير ومنفعة اللغة العربية. وإحدى الجوانب المحتملة للاستكشاف تهتم بالنص العربي. على خلاف الأبجدية اللاتينية المستخدمة لكتابة لغات مزدوجة،

فإن النص العربي قد تطور ليطابق احتياجات النطق في اللغة العربية الفصحى. ولزيادة تأثير واستخدام اللغة العربية في المدارس والمحتويات الدولية، فإن هناك حاجة إلى أصوات ذات مدىً أكبر. ما هي الخيارات المتاحة؟ هنا سنجد بعض الدروس المحتملة من بعض تطبيقات النصوص المبتكرة الأخرى.

المالديف هي جزيرة في منتصف المحيط الهندي، وأقرب الدول المجاورة لها هي سيريلانكا. ولطالما حضر إليها مقيمون من سريلانكا والهند. كانت لغتها التقليدية هي الديفيهية، وقد كانت تُكتب في إصدارات النص السنهالي، ولكن هذا الإصدار وغيره من إصدارات نصوص جنوب الهند معقدة بصرياً (انظر النص في نهاية المقال). وتعلم هذه النصوص يتطلب الممارسة، حيث تبذل الدول كتايلند وكمبوديا الكثير من الوقت لوضع التعليمات.

في مطلع القرن الثاني عشر، وصل المبشرون المسلمون، وأصبح الإسلام تدريجياً الدين الرئيسي للجزر. وفي القرن السادس عشر، أنشأ مجموعة من المقيمين الغير معروفين نصاً جديداً للغة الديفيهية1، مستخدمين اللغة العربية بطرق مبتكرة، ويُطلق عليها “التانة”.

وتُكتب لغة “التانة” من اليمين إلى اليسار تماماً كاللغة العربية. ولكن على خلاف اللغة العربية فإن جميع حروف لغة “التانة” منفصلة ولكل حرف منهم حرف آخر متحرك أعلاه. الحروف التسعة الأولى الساكنة مستمدة من الأرقام العربية، أما الباقي فمن مصادر محلية. الحروف المتحركة تُدعى "فيلي" وتعكس حركات اللغة العربية، ولكنها توسعت لأصوات ضرورية للغة الديفيهية. وتزدوج الرموز في الحروف المتحركة الأطول.

ولربما النتيجة هي أسهل نص في العالم. الأشكال بسيطة وبالتالي يسهل الاحتفاظ بها على خلاف النص القديم "دايفز أكورو". تُكتب اللغة الديفيهية حسب طريقة سماعها، لذلك فإن الأطفال في المالديف يتعلمون كل ما هو ممكن حول قراءة اللغة الديفيهية عند منتصف الصف الأول. سكان المالديف فخورون جداً بلغة “التانة”.

تقدم اللغة الديفيهية بعض الدروس حول كتابة اللغة العربية العامية، وبالأخص الحروف المتحركة.

الحروف العربية مصممة بشكل كبير على أصوات اللغة العربية الفصحى كما يتم نطقه في مطلع القرن السادس. تتضمن اللغة بشكل رئيسي ثلاث حروف متحركة" ا، و، ي للأصوات الطويلة والتشكيلات للأصوات القصيرة. التشكيلات هي للمبتدئين ولتوضيح الغموض. اللغات السامية لها أنماط حروف متحركة قابلة للتنبؤ، لذلك منذ سنوات قديمة، تمكن مستخدمو اللغة ممن يعرفونها جيداً حل شفرة الكلمات بقراءة الحروف الساكنة فقط.

وعلى مد القرون، بدأ متحدثو اللغات الأخرى باستخدام النص العربي. هناك حروف أبجدية عربية في اللغة الأردية والفارسية واللغات الأفريقية ولغة الباشتو والجاوي ومدغشقر. تم تطوير التشكيلات الساكنة لهؤلاء السكان مثل: (پ چ ڤ گ ګ )، ولكن نادراً ما تم تطوير أو الاحتفاظ بالحروف المتحركة الجديدة. تحتاج كل اللغات تقريباً إلى حرف ال(e) وحرف ال(o)، ولكن النص العربي يقتصر على حرف ال(i) وحرف ال(u). لذا فإنه من المحتمل في عصر متطور من الكتابة والأسماء الأجنبية والتعليم الدولي أن يحدث التباس.

الأبجدية المتوسعة من شأنها أن تفيد جوانب عدة من اللغة العربية. يمكن أخذ الحروف المتحركة المفقودة من اللغة الديفيهية ولغة “التانة”، والحروف الساكنة (بالأخص پ چ ڤ گ ګ ( من نصوص أخرى كالأردية. كما أن اللهجات العامة كالمصرية والسورية والمغربية من شأنها كتابة حروف متحركة قصيرة وطويلة في اللغة العربية الفصحى. على سبيل المثال، ليس من الممكن تقديم التحية الإماراتية "شخبارج" بشكل دقيق2. تُكتب التحية "شخبارك" ولكن باستخدام ال(e) من لغة “التانة” وال(ch) من اللغة الأردية يجعلها "شخبارج3"

الأحكام من شأنها أن تجعل تقديم الأسماء الأجنبية أكثر دقة مثل إدوارد، هيلين، و دولش آند غابانا. هذا مهم جداً للطلبة الذين يدرسون اللغة العربية ممن يجب عليهم تعلم النطق الصحيح للعديد من الأسماء والمصطلحات المستخدمة في الأدب والعلوم. وبالمثل، سيتمكن الإعلام من طباعة الأسماء والأماكن الأجنبية بشكل أكثر دقة. على سبيل المثال: "دوستويفسكي" و"تشيكوف" يمكن كتابتها كالتالي:

الصوت الممتد من شأنه أن يسمح لكتابة اللهجة العامية. نادراً ما يتم استخدام اللهجة العامية لأسباب تتعلق بالثقافة، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى الأصوات المفقودة. ولربما لهذا السبب يستخدم القراء الشباب الأحرف اللاتينية "العربيزي" في نصوص المراسلات مثل: (مش عاوز = لا أريد).

التهجئة المتطورة للهجة العامية من شأنها الحفاظ على اللغة العربية الفصحى، ومن شأنه أيضاً تسهيل كتابة الأدب في اللغات التي يتم التحدث بها يومياً بالإضافة إلى إنشاء القواميس. تشجع العديد من المؤسسات اللهجة العامية مثل "الرمسة" في دولة الإمارات العربية المتحدة. التفكير الإبداعي في النص العربي من شأنه أن يساعد الأميين على تعلم لغة يفهمونها، وبإمكانه أن يسهل على الطلاب العرب الذين يحضرون المدارس الأجنبية ذات اللغة العربية الفصحى المحدودة.إذا قاموا بكتابة اللهجة العامية في الصف الأول والثاني سيمكنهم ذلك من الانتقال إلى اللغة العربية الفصحى وتعلم اللغة الانجليزية كمادة فقط.

في اللهجة العربية العامية، لا توجد حاجة لكتابة عدد من الحروف المتحركة الممتدة. لا زالت الحروف العربية المتحركة قابلة للتنبؤ في اللهجات العامية، ولغة “التانة” من شأنها أن تساهم في تبسيط الغموض، ويُمكن للصوت الممتد أن ينطبق على الأردو والفارسية أو الباشتو.

اللغة العربية ليست اللغة الوحيدة التي تحتاج إلى رموز إضافية. هناك دول أخرى بها لهجات تحتاج إلى حروف إضافية. اللهجة القبرصية تحتاج إلى (تش) و(دج) وهي غير موجودة في اليونان. القدرة على كتابة لهجة معينة بدقة بإمكانه مساعدة الطلاب مدرسياً كما هو الحال في اللهجة السويسرية الألمانية. يتمكن الطلاب من فهم اللغة الألمانية الفصحى المستخدمة في مدارسهم.

في الختام، الأشخاص الذين يثمّنون نطاق اللغة العربية سيؤمنون بأن الأبجدية المتوسعة ذات قيمة. لا يعلم الجميع حجم الاحتمالات المتوفرة من اللغات التي استهدمت النص العربي في امتداداتها.

يمكن للمبتكرين أن ينظروا شرقاً باتجاه مجموعة من الجزر النادرة. المالديف قد تعيد إلى العالم العربي الهدية التي لطالما استلمها.

ملاحظة: الحروف الساكنة للهجة "دايفز أكورو" القديمة متوفرة أدناه (omniglot.com)

1 https://en.wikipedia.org/wiki/Thaana

2 What are your news (female)

3 http://alramsa.ae/