يوليو 20,2020
جعل دولة الإمارات العربية المتحدة وجهة للتعليم العالي والبحوث
تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تعزيز دورها الحيوي كمركز إقليمي للأعمال، والتي توفر معاهدها وبنيتها التحتية الأساسية حلقة وصل تربط الأحياء بالعالم، وتخدم كمثال للمنطقة. وهذا الهدف منصوص عليه في الرؤية الاستراتيجية الملهمة لعام 2021 التي تم إطلاقها ما بين عامي 2010 و2014، والتي تصف الأهداف التي يتوجب تحقيقها من قِبل يوبيل الأمة الذهبي. من المؤكد بأن البحوث الأكاديمية وبحوث التعليم العالي تلعب دوراً مهماً في تحقيق هذا الهدف ودعم الدولة في إعداد انتقالها إلى اقتصاد المعرفة الذي يعزز الابتكار والبحوث والتنمية. وهذا هو ما يجذب الاهتمام بالصلة ما بين التعليم العالي ومركز الأعمال، بالإضافة إلى المشاركة المتزايدة من الأعمال والإحسان والقطاعات الحكومية من كل إمارة وضمن دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام.
في عالم صناعة السياسة وحوكمة أنظمة التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة، تتم ترجمة إدراك الانتقال إلى مركز إقليمي للأعمال من خلال التعليم العالي البحوث على الأغلب إلى إجراءين رئيسيين: الأول، من خلال جذب شركاء بحوث التعليم العالي الأجانب. والثاني، في دبي ورأس الخيمة على الأغلب، من خلال بناء البنية التحتية الطبيعية لاستقبال هؤلاء الشركاء في ما يسمى المناطق التعليمية او الاقتصادية (راكز) أو مدينة دبي الأكاديمية الدولية. يود صانعو السياسات والجامعات والممولين والأعمال والمناطق الحرة وغيرها بأن يحاذوا التعليم العالي والبحوث الأكاديمية بالافتصاد بشكل أفضل من خلال تنفيذ هذه الإجراءات، وجعل الإمارات العربية المتحدة وجهة دولية للتعليم العالمي والبحوث من خلال استيراد الشركاء الأجانب. على الرغم من ذلك، فإن هذه الإجراءات تركز على العناصر الطبيعية والجغرافية لاستراتيجية المركز. ولكن العناصر المفاهيمية مثل كيفية تأثير نوع معين من التعليم على الوصول إلى نوع التقدم الاجتماعي والاقتصادي المرغوب به مع مرور الوقت غير مطوّرة حتى الآن.
إن مقارنة استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة بمركز تعليم آخر كسنغافورة (حيث نشأت ظاهرة المركز التعليمي) قد أمضت عقود من الزمان في تطوير هذه العناصر المفاهيمية. مما جعلها إحدى أكثر الوجهات الدولية الفعالة والمرغوبة للتعليم العالي والبحوث. كمثال: لدى المدينة عدة استراتيجيات توضح أهمية التعليم للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وكيف أن المجتمع السنغافوري أصبح متمكناً من نجاح اقتصاده على مدى العقود الماضية. مثل هذه الاستراتيجيات عادة ما تشير إلى المثابرة، والعمل بجد، والفضول في التعلم عبر الحياة، وتلك صفات شخصية مرغوبة لدى الأفراد في المجتمع السنغافوري، مما يتيح لهم الاستمرار في التنافسية في الاقتصاد العالمي على المدى الطويل حيث يربطون ذلك بالتعليم وفرص وقواعد البحوث. استناداً إلى تنمية هذا الجزء المفاهيمي بشكل كافٍ، تسعى سنغافورة إلى صقل البحوث الأكاديمية من العيار العالي، بالأخص في العلوم، كما تطمح إلى نفوذ البحوث التي يتم إعدادها لتصبح منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات التميز في الصناعات والخدمات التي بنتها على مدار الأعوام.
ولكي يتم إدراك رؤية الإمارات العربية المتحدة كمركز للتعليم، والتي هي وجهة عالمية للتعليم العالي والبحوث بحكم القوة الأكاديمية بتأثير إيجابي على الدولة، يتوجب على التعليم الحالي والسياسة الاجتماعية أن تمضي قدماً أبعد من تركيزها الضيق على العناصر المادية والجغرافية لمركز التعليم. كما يجب أيضاً محاولة إنشاء مساحة ثقافية ممكنة الوصول لتتكامل تلك العناصر. ولإنشاء هذه المساحة الثقافية من خلال تنمية العناصر المفاهيمية لرؤية المركز، فإنه من الأفضل تنمية استراتيجية متماسكة لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي. ويجب أن تتضمن مثل هذه الاستراتيجية على الأقل، أولاً، تقييم للفجوات الحالية في التعليم العالي الحاضر وأنظمة البحوث، وثانياً، تعريف الغرض من المركز للدولة، وثالثاً، توضيح كيفية إيجاد توازن معقول بين الاحتياجات المحلية والأجندة الدولية التي تسعى إليها الجامعات والأعمال والسياسات.
وبسبب أن مثل هذه المساحات الثقافية قد تحتاج إلى عقدين أو ثلاثة عقود من الزمان ليتم إنشاؤها، فإنه يجب معاينة اختيارات السياسة الحالية في التعليم العالي على الفور. تلك السياسات تحدد النجاح المستقبلي للقرارات التي تم اتخاذها بالفعل (كرؤية 2021)، ولهذا السبب فإنه من المهم الأخذ بعين الاعتبار تنمية استراتيجية متماسكة لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى التعليم العالي كعنصر مهم.
لمعرفة المزيد حول استراتيجيات وسياسات مركز التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، قوموا بزيارة ورقة البحث المفتوحة لمؤسسة القاسمي "سياسة واستراتيجية مركز التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة: إنشاء مساحة ثقافية للبحوث والتعليم العالي" من إعداد مارفن إيرفورث.
مارفن إيرفورث هو مرشح لدرجة الدكتوراه في التعليم الدولي والمقارن في جامعة ميونستر في ألمانيا، وهو يدرس بالأخص سياسة التعليم واقتصاديات التعليم. كان مارفن باحثاً مشاركاً في جامعة ميونستر في ألمانيا، وباحثاً زائراً في مؤسسة القاسمي، دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي جامعة أوسلو في النرويج في الماضي. كما أن لديه خبرة مهنية في التعليم العالي والثانوية والبحوث والاستشارة.